يا رسول الله أتحب ذلك؟ اخرج، ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك، فقام فخرج فلم يكلم أحدا منهم كلمة حتى نحر بدنه، ودعا حالقه فحلقه؛ فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضا، حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما، … الحديث بطوله.
وفي رواية مختصرة [عند الطحاوي]: عن المسور بن مخرمة: أن رسول الله ﷺ نحر يوم الحديبية قبل أن يحلق، وأمر أصحابه بذلك.
أخرجه أبو داود (٢٧٦٥ و ٤٦٥٥)، والنسائي في المجتبى (٥/١٦٩/٢٧٧١)، وفي الكبرى (٤/ ٦٢/ ٣٧٣٧)، وابن جرير الطبري في التفسير (٢١/ ٢٩٦)، وفي التاريخ (٢/ ٦٢٠ و ٦٢٥ و ٦٣٧)، والطحاوي في شرح المعاني (٢/ ٢٤٩/ ٤١٣٠)، وأبو بكر الشاشي في شمائل النبوة (٦١٨ و ٧٤٠)، وابن حزم في الإحكام (٥/٩ و ٣٠)، والبيهقي (٩/ ٢٢٨). [التحفة (٨/ ٦٣/ ١١٢٧٠)، والإتحاف (١٣/ ١٨٧/ ١٦٥٥٩)، والمسند المصنف (٢٤/ ١٠٩١٧/ ٣٢١)] [ويأتي تخريجه بطرقه مفصلا في موضعه من السنن، إن شاء الله تعالى].
فتبين بذلك خطأ حديث إسرائيل، وأنه حديث شاذ، والله أعلم.
هـ بعض أقوال الفقهاء على حديث هشام عن أبيه عن ناجية:
قال الترمذي: حديث ناجية: حديث حسن صحيح. والعمل على هذا عند أهل العلم؛ قالوا في هدي التطوع: إذا عطب لا يأكل هو، ولا أحد من أهل رفقته، ويخلي بينه وبين الناس يأكلونه، وقد أجزأ عنه، وهو قول: الشافعي، وأحمد، وإسحاق. وقالوا: إن أكل منه شيئا غرم بقدر ما أكل منه. وقال بعض أهل العلم:«إذا أكل من هدي التطوع شيئا فقد ضمن الذي أكل».
وقال ابن أبي شيبة (٢٠/ ٢٩٠/ ٣٩٠٩٦): «وذكر أن أبا حنيفة قال: يأكل منها أهل الرفقة».
وقد ساق ابن عبد البر رواية وهيب بن خالد (٢٢/ ٢٦٤)(١٤/ ٢٦٤ - ط الفرقان) ثم قال: «وقع عنده: حبلها في دمها، وإنما هو: نعلها في دمها. وناجية هذا هو: ناجية بن جندب الأسلمي، وقد ذكرناه ورفعنا في نسبه في كتاب الصحابة … ، وفي هذا الحديث من الفقه: أن الهدي يقلد وأن التقليد من شأنه وسنته، والتقليد أن يعلق في عنق البدن نعل علامة ليعرف أنها هدي وروي أن رسول الله ﷺ قلد هديه نعلين، وكذلك كان ابن عمر يفعل، وبه قال الشافعي، واستحسنه والنعل عندي تجزئ، وهو قول مالك والزهري وجماعة العلماء، كلهم لا يختلفون في تقليد الهدي، ويجزئ عند جميعهم نعل واحدة».
وقال سحنون في المدونة (٢/ ٣٨٤): قلت لابن القاسم ما قول مالك في الذي تمتع بالعمرة، فساق الهدي معه في عمرته هذه فعطب هديه قبل أن ينحره؟ قال: هذا الهدي عند مالك هدي تطوع، فلا يأكل منه، وليتصدق به، لأنه ليس بهدي مضمون، لأنه ليس عليه بدله.