وإسناد حديث جندب ليس بالقوي، ولعله كان في وقت آخر إن صح، رووه عن ناجية بن جندب الأسلمي عن أبيه عن النبي ﷺ.
وأبو داود يقول: حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان، عن هشام، عن أبيه، عن ناجية الأسلمي؛ أن رسول الله ﷺ بعث معه بهدي، فقال:«إن عطب فانحره، ثم اصبغ نعله في دمه، ثم خل بينه وبين الناس»، «وليس لهم حجة فيه».
هـ قلت: روى عبد الرزاق بن همام [ثقة حافظ، راوية معمر]: أخبرنا معمر بن راشد [ثقة ثبت، من الطبقة الأولى من أصحاب الزهري، ومن أثبت الناس فيه]:
أخبرني الزهري، قال: أخبرني عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة، ومروان، يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه، قالا: خرج رسول الله ﷺ زمن الحديبية في بضع عشرة مئة من أصحابه، حتى إذا كانوا بذي الحليفة، قلد رسول الله ﷺ الهدي وأشعره، وأحرم بالعمرة، … فذكر الحديث، وفيه: قال: فلما فرغ من قضية الكتاب، قال رسول الله ﷺ لأصحابه:«قوموا، فانحروا، ثم احلقوا»، قال: فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد، دخل على أم سلمة، فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة: يا نبي الله، أتحب ذلك، اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة، حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك، فخرج، فلم يكلم أحدا منهم، حتى فعل ذلك؛ نحر بدنه، ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا، فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضا، حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما، … الحديث.
وفي رواية مختصرة [عند البخاري (١٨١١)]: عن المسور ﵁: أن رسول الله ﷺ نحر قبل أن يحلق، وأمر أصحابه بذلك.
أخرجه عبد الرزاق (٥/ ٣٨٢/ ٩٧٨١ - ط التأصيل) و (٦/١٦/١٠٥٦٤ - ط التأصيل)، ومن طريقه: البخاري (١٨١١ و ٢٧٣١ و ٢٧٣٢)، وأبو نعيم في مستخرجه عليه (٥٨٧)، وابن خزيمة (١٣/ ١٨٧/ ١٦٥٥٩ - الإتحاف)، وابن حبان (١١/ ٢١٦/ ٤٨٧٢)، وابن الجارود (٥٠٥)، وأحمد (٤/ ٣٢٧ و ٣٢٨)(٨/ ٤٣٢١/ ١٩٢٢٣ - ط المكنز) و (٨/ ٤٣٢٣/ ١٩٢٣١ - ط المكنز). وغيرهم. [التحفة (٨/ ٥١/ ١١٢٥٠) و (٨/ ٥٣/ ١١٢٥٢)، الإتحاف (١٣/ ١٨٦/ ١٦٥٥٨) و (١٣/ ١٨٧/ ١٦٥٥٩)، المسند المصنف (٢٤/ ٣٢١/ ١٠٩١٧)] [ويأتي تخريجه في موضعه من السنن إن شاء الله تعالى].
• ورواه محمد بن ثور الصنعاني [ثقة]، عن معمر، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة، قال: خرج النبي ﷺ زمن الحديبية في بضع عشرة مئة من أصحابه، حتى إذا كانوا بذي الحليفة قلد الهدي وأشعر، وأحرم بالعمرة، … وساق الحديث، إلى أن قال: فلما فرغ من قضية الكتاب، قال النبي ﷺ لأصحابه:«قوموا فانحروا، ثم احلقوا»، قال: فوالله ما قام منا رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات؛ فلما لم يقم منهم أحد، قام فدخل على أم سلمة، فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة: