للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

«مجزأة عن أبيه: إلى ناجية عن أبيه، فجعل وهمه ترجمة، ولا خلاف أن صاحب بدن النبي ناجية بن جندب، واتفقت رواية الأثبات عن إسرائيل على هذا: عن مجزأة، عن أبيه، عن ناجية».

قلت: كأن أبا نعيم لم يقف على رواية عبيد الله بن موسى عن إسرائيل، حتى قال: «اتفقت رواية الأثبات عن إسرائيل على هذا: عن مجزأة، عن أبيه، عن ناجية»، وقول ابن منده يدل على ذلك أيضا، بل إن ابن أبي حاتم لما ترجم لناجية لم يذكر عن أبيه [أبي حاتم] في الرواة عن ناجية: مجزأة، ولكن ذكر أباه زاهرا، فكأنه لم يعرفه إلا من طريق مخول، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٨/ ٤٨٦): «ناجية بن جندب الأسلمي المديني، صاحب بدن النبي ، من بني سهم، كان نازلا في بني سلمة، مات بالمدينة في زمان معاوية، روى عنه: زاهر الأسلمي، وعروة بن الزبير. سمعت أبي يقول ذلك»، وكذلك البيهقي فإنه لين إسناد هذا الحديث، مما يدل على أنه لم يعرفه إلا من حديث مخول، حيث قال: «وإسناد حديث جندب ليس بالقوي»، كل ذلك مما يدل على غرابة حديث عبيد الله بن موسى عن إسرائيل، وأنه لم يكن يعرف عند الأئمة النقاد.

وقال أبو نعيم أيضا (٥/ ٢٦٩٨) بعد رواية العنقزي: «رواه مخول أيضا عن إسرائيل، ووهم فيه بعض المتأخرين [يعني: ابن منده] فحكم أنه تفرد به مخول عن إسرائيل، وأخطأ».

وقال أيضا (٢/ ٥٨٤): «جندب أبو ناجية ذكره بعض الرواة، وزعم أنه الأول [يعني: جندب بن مكيث]، في إسناده نظر، وهو وهم، وصوابه: ناجية بن جندب الأسلمي»، ثم ساق الحديث.

وقال ابن حجر في الإصابة (٢/ ٣١٨): «قد رواه النسائي من رواية: عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن مجزأة: أخبرني ناجية بن جندب، فيحتمل أن يكون مجزأة سمعه من ناجية، ومن أبيه عن ناجية، وأما جندب فلا مدخل له في الإسناد، فالله أعلم».

قلت: الشأن في مخول؛ فإن مخول بن إبراهيم النهدي الكوفي، قال أبو حاتم: «صدوق»، وذكره ابن حبان في الثقات، وذكره العقيلي وابن عدي في الضعفاء لأجل تشيعه، وكثرة أفراده، وقال ابن عدي: «أكثر رواياته عن إسرائيل، وقد روى عنه أحاديث لا يرويها غيره، وهو في جملة متشيعي أهل الكوفة»، وقال البيهقي: «مخول بن إبراهيم: من الشيعة، يأتي بأفراد عن إسرائيل لا يأتي بها غيره، والضعف على رواياته بين» [الجرح والتعديل (٨/ ٣٩٩). الثقات (٩/ ٢٠٣). ضعفاء العقيلي (٤/ ٢٦٢). الكامل (٦/ ٤٣٩). دلائل النبوة للبيهقي (٧/ ٢٧٩). تاريخ الإسلام (١٥/ ٤٠٤). اللسان (٨/١٩)].

هـ لكن يبقى الترجيح بين رواية مخول بمتابعة العنقزي الغريبة، والتي جعلها أبو نعيم: رواية الأثبات عن إسرائيل، عن مجزأة، عن أبيه، عن ناجية.

وبين الرواية التي أخرجها النسائي في الكبرى، قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>