وروى محمد بن عمر الواقدي أيضا؛ قال: حدثني غانم بن أبي غانم، عن عبد الله بن نيار [تابعي، ثقة، من الثالثة]، قال: جعل رسول الله ﷺ ناجية بن جندب الأسلمي على هديه حين توجه إلى عمرة القضية [زاد في الدلائل: وقد ساق رسول الله ﷺ في عمرة القضية ستين بدنة]، فجعل يسير بالهدي أمامه، يطلب الرعي في الشجر، معه أربعة فتيان من أسلم.
قال محمد بن عمر: وشهد ابن جندب فتح مكة، واستعمله رسول الله ﷺ على هديه في حجة الوداع. وكان ناجية نازلا في بني سلمة، ومات بالمدينة في خلافة معاوية بن أبي سفيان.
أخرجه الواقدي في المغازي (٢/ ٧٣٢). وعنه ابن سعد في الطبقات (٤/ ٣١٤)، واللفظ له. والبيهقي في الدلائل (٤/ ٣٢٠).
قلت: هو حديث باطل؛ غانم بن أبي غانم، وهو: غانم بن الأحوص: قال أبو حاتم: «مجهول»، وقال الدارقطني: ليس بالقوي [الجرح والتعديل (٧/ ٥٩). اللسان (٦/ ٣٠٢)]، والواقدي: قد علمت حاله، ثم هو مرسل.
قلت: وقد اشتهر عند أهل السير والمغازي والتواريخ: أن ناجية بن جندب الأسلمي، أو الخزاعي؛ كان صاحب بدن النبي ﷺ، وسائقها، وأنه هو الذي سأله: كيف أصنع بما عطب من البدن؟
هـ قال البخاري في التاريخ الكبير (٨/ ١٠٦): «ناجية، صاحب بدن النبي ﷺ. قاله وهيب، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن ناجية الأسلمي. قال علي: هو ابن جندب».
وقال ابن هشام في السيرة (٤/ ٢٧٧): قال ابن إسحاق: فحدثني بعض أهل العلم عن رجال من أسلم: أن الذي نزل في القليب بسهم رسول الله ﷺ: ناجية بن جندب بن عمير بن يعمر بن دارم بن عمر بن وائلة بن سهم بن مازن بن أسلم بن أفصي بن أبي حارثة، وهو سائق بدن رسول الله ﷺ[وانظر: مغازي الواقدي (٢/ ٥٧٨ و ٧٣٢)]، فقد ذكر أن ناجية بن جندب الأسلمي كان على هدي رسول الله ﷺ، وأخرجه من طريقه: البيهقي في الدلائل (٤/ ٣٢٠). والواقدي: متروك متهم، وشيخه:[ليس بالقوي].
وقال خليفة بن خياط في الطبقات (٦٩٨): «وناجية صاحب البدن. روى قلت للنبي ﷺ: كيف أصنع بما عطب من البدن؟ هو: ناجية بن جندب بن عمير بن يعمر بن دارم بن عمرو بن وائلة بن سهم بن مازن بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة».
وقد أخرج أحمد حديثه من طريق وكيع وأبي معاوية في مسند: ناجية الخزاعي [المسند (٤/ ٣٣٤)(٨/ ٤٣٣٨/ ١٩٢٤٦ و ١٩٢٤٧ - ط المكنز)]، وكذلك فعل ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني، وابن قانع في المعجم.
وقال ابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (١/٤١ - السفر الثاني): «وناجية الخزاعي: صاحب بدن رسول الله ﷺ»، ثم ساق الحديث.