وقال الحاكم (١٦٥٧): «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه».
وقال الدارقطني في الإلزامات (١٥٧) فيما ألزم به الشيخين إخراج حديثه: «ناجية بن جندب الأسلمي، عن النبي ﷺ: في البدن. روى عنه عروة بن الزبير».
وقال الجوهري في مسند الموطأ بعد رواية مالك:«وهذا حديث مرسل»، وقد سبق بان حمله على الوصل.
وقال ابن عبد البر في التمهيد (٢٢/ ٢٦٣)، وفي التقصي (١/ ٤١٦): «هذا حديث مرسل في الموطأ، وهو في غير الموطأ مسند، لأن جماعة من الحفاظ رووه: عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن ناجية الأسلمي صاحب بدن رسول الله ﷺ، وغير نكير أن يسمع منه عروة».
وقال أبو العباس الداني في الإيماء إلى أطراف الموطأ (٣/ ٦٠٣ - ٦٠٥): «هكذا هو في الموطأ، وظاهره الإرسال، وأسنده أبو قرة عن مالك، قال فيه: عن صاحب الهدي، وقال فيه الثوري، وابن عيينة، وجماعة: عن هشام، عن أبيه، عن ناجية الأسلمي، وهو الخزاعي، صاحب بدن رسول الله ﷺ. خرجه النسائي وأبو داود، وسماع عروة من ناجية غير منكور، ولم يخرج البخاري ولا مسلم عن ناجية شيئا، وألزمهما الدارقطني إخراج هذا الحديث لصحة إسناده».
• ولحديث ناجية طريق آخر:
• رواه الهيثم بن واقد، عن عطاء بن أبي مروان [ثقة، من الثالثة]، عن أبيه، عن ناجية بن جندب، قال: كنت على هدي رسول الله ﷺ في حجته، وكان معي فتيان من أسلم، كنا نسوقها سوقا نبتغي بها الرعي، وعليها الجلال، فقلت: يا رسول الله! أرأيت ما عطب منها، كيف أصنع به؟ قال:«تنحره، وتلقي قلائده في دمه، ثم تضرب به صفحته اليمنى، ثم لا تأكل منها ولا أحد من أهل رفقتك».
قال: ثم قدمنا مكة بعد يوم، ثم رحنا يوم التروية إلى عرفة بالهدي، ثم انحدرنا من عرفة حتى انتهينا إلى جمع، ثم انتهينا من جمع إلى منزل النبي ﷺ بمنى، حيث ضربت قبته، فأرسل رسول الله ﷺ أن:«سق الهدي إلى المنحر»، فرأيت رسول الله ﷺ ينحر الهدي بيديه، وأنا أقدمها إليه تعتب في العقل.
أخرجه الواقدي في المغازي (٣/ ١٠٩٠).
قلت: هذا حديث باطل؛ أبو مروان الأسلمي: قال العجلي: «مدني، تابعي، ثقة»، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقال النسائي:«غير معروف» [الميزان (٤/ ٥٧٢). التهذيب (١٥/ ٥٨٩ - ط دار البر)].
والهيثم بن واقد: شيخ للواقدي، وهو عمه: لم أقف له على ترجمة.
والواقدي: محمد بن عمر بن واقد الأسلمي: متروك، متهم، يروي أحاديث لا أصل لها [التهذيب (٣/ ٦٥٦)].