عطب من الهدي؟ فقال رسول الله ﷺ: «كل بدنة عطبت فانحرها، ثم ألق نعلها في دمها، ثم خل بينها وبين الناس؛ فليأكلوها».
وأما رواية حماد بن سلمة، وجرير، وأبي خالد الأحمر: فلم أقف عليها مسندة، فلا ندري هل تصح الأسانيد إليها أم لا؟
• وأما ابن حجر فقد قال في الإصابة (١١/٢١): وقال وكيع عن هشام، عن أبيه، عن ناجية، أخرجه أحمد، وتابع وكيعاً: ابن عيينة، وعبدة، وجعفر بن عون، وروح بن القاسم، وغيرهم، عن هشام.
وأخرجه ابن خزيمة من طريق عبد الرحيم بن سليمان عنه بلفظ: حدثني ناجية.
واختلف في وصله وإرساله علي: أبي معاوية، ووهيب بن خالد، وغيرهما.
ولم يسم أحدٌ منهم والد ناجية، لكن قال بعضهم: الخزاعي، وبعضهم: الأسلمي، ولا يبعد التعدد؛ فقد ثبت من حديث ابن عباس: أن ذؤيباً الخزاعي حدثه أنه كان مع البدن أيضاً، والشاهد منه هنا قوله: «واختلف في وصله وإرساله علي: أبي معاوية، ووهيب بن خالد، وغيرهما».
• قلت: لعله أخذ هذا من كلام أبي نعيم، وأما رواية أبي معاوية محمد بن خازم الضرير؛ فالصحيح فيها أيضاً الوصل:
فقد رواها أحمد بن حنبل [ثقة حافظ، إمام فقيه، حجة]، وأبو خيثمة زهير بن حرب [ثقة حافظ إمام]، وأحمد بن بديل الكوفي [لا بأس به]:
حدثنا أبو معاوية: ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن ناجية الخزاعي، وكان صاحب بدن رسول الله ﷺ، قال: قلت: يا رسول الله كيف أصنع بما عطب من الإبل أو البدن؟ قال: «انحرها، ثم ألقِ نعلها في دمها، ثم خلّ عنها وعن الناس؛ فليأكلوها» [أخرجه أحمد (٤/ ٣٣٤)، وأبو علي الطوسي في مستخرجه على الترمذي «مختصر الأحكام» (٤/ ١٦٤/ ٨٣٣)، وابن حبان (٩/ ٤٠٢٣/ ٣٣١)].
• والحاصل من هذا الاختلاف على هشام بن عروة:
رواه سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة ووكيع بن الجراح، ووهيب بن خالد، وعبدة بن سليمان، وحفص بن غياث، وعبد الرحيم بن سليمان، وعلي بن مسهر، وجعفر بن عون، وشعيب بن إسحاق الدمشقي، وعبد الله بن نمير، وأبو معاوية محمد بن خازم الضرير، ومحاضر بن المورع، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة المسعودي، وروح بن القاسم [وهم ثقات، أكثرهم أثبات حفاظ أئمة]:
عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن ناجية - صاحب بدن رسول الله ﷺ ..
صرح منهم بسماع عروة من ناجية عبد الرحيم بن سليمان [عند ابن خزيمة] [وهو: ثقة حافظ]، وجعفر بن عون [عند الحاكم] [وهو: صدوق].