وقال أبو العباس الداني في الإيماء إلى أطراف الموطأ (٣/ ٦٠٣): «صاحب هدي رسول الله ﷺ، وهو ناجية بن جندب، وقيل: بالعكس، وقيل: كان اسمه ذكوان، فسماه رسول الله ﷺ ناجية إذ نجا من قريش، وقد ينسب إلى بعض أجداده، وهو أسلمي، له حديث، لم يسمه مالك فيه».
وقال ابن حجر في تعجيل المنفعة (٢/ ٦١٦/ ١٥٣٩): «عروة بن الزبير، عن صاحب بدن النبي ﷺ، هو: ناجية الخزاعي».
تنبيه: علق أبو نعيم في معرفة الصحابة (٥/ ٢٦٩٨)، وابن حجر في الإصابة: (١١/٢١)
عن حماد بن سلمة، وجرير بن عبد الحميد، وأبي خالد سليمان بن حيان الأحمر، ووهيب بن خالد، وشعيب بن إسحاق، وأبي معاوية الضرير:
أنهم رووه عن هشام بن عروة، عن أبيه؛ أن رسول الله ﷺ بعث بالهدي مع ناجية … الحديث. هكذا مرسلا.
قال أبو نعيم: رواه ابن عيينة، والمسعودي، وأبو معاوية، ووكيع، وابن نمير: عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن ناجية الأسلمي.
ورواه مالك، «ووهيب وشعيب بن إسحاق، وحماد بن سلمة، وجرير، وأبو خالد الأحمر: عن هشام، عن أبيه؛ أن رسول الله ﷺ بعث بالهدي مع ناجية».
قلت: وهذا كلام غير دقيق؛ فإن مالكا لم يرسله إرسالا صريحا، وإنما رواه بالأنأنة، بدل رواية الجماعة بالعنعنة، ومالك يفعل ذلك أحيانا في الموصولات، يرويها بلفظ الحكاية، لا بلفظ الرواية، والعبرة في ذلك بالطرق التي تبين مراد مالك [راجع مثالا على ذلك في فضل الرحيم الودود (٤/ ٣٧١/ ٣٩٤)، وقلت هناك: قال ابن عبد البر في التمهيد (٣/ ٣٥٤): «وظاهر مساقه في رواية مالك يدل على الانقطاع … »، ثم قال: «وهذا الحديث متصل عند أهل العلم، مسند صحيح … »، قلت: وفيه نكتة لطيفة، وهي أن بعض الحفاظ قد يختصر لفظ الأداء الدال على السماع بـ «أن»، والتي ظاهرها الانقطاع؛ إذا كانت القرينة دالة على السماع، ولا يلتبس مثله على السامع].
وأما رواية: وهيب بن خالد؛ فالصحيح أنها متصلة:
فقد رواها: أبو سلمة موسى بن إسماعيل [ثقة ثبت]، قال: حدثنا وهيب بن خالد، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن ناجية صاحب هدي رسول الله ﷺ[أخرجه ابن أبي خيثمة في التاريخ؛ قال: حدثنا موسى بن إسماعيل به، ومن طريقه: ابن عبد البر].
وأما رواية شعيب بن إسحاق؛ فالصحيح أيضا أنها متصلة:
فقد رواها الدارمي في مسنده (٢٠٦٩ - ط البشائر)، قال: أخبرنا عبد الوهاب بن سعيد [صدوق]: حدثنا شعيب بن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن ناجية الأسلمي، صاحب هدي رسول الله ﷺ: قال: سألت رسول الله ﷺ: كيف أصنع بما
