وكما أنه لا يضره إرسال من أرسله، فكذلك لا يضره إبهام من أبهم ناجية بن جندب، إنما هو تقصير من راويه، والله أعلم.
• ورواه أبو ضمرة أنس بن عياض [مدني، ثقة]، فوهم في إسناده: قال: عن هشام بن عروة، عن أبيه؛ أن أبا حسنة صاحب بدن رسول الله ﷺ أخبره، … وذكر الحديث.
علقه المزي في تهذيب الكمال (٢٩/ ٢٥٤)، وابن حجر في الإصابة (١٢/ ١٧٠).
قال المزي: قال صالح بن محمد الأسدي الحافظ: هذا خطأ؛ إنما هو ناجية صاحب بدن رسول الله ﷺ، فزادها هنا ألفا، فصار أن أبا حسنة، أخطأ أبو ضمرة.
وقال ابن حجر في الإصابة (١٢/ ١٧٠): «أبو حسنة الخزاعي: ذكره بعضهم في الصحابة، وهو خطأ نشأ عن تصحيف وأسند من طريق أبي ضمرة أنس بن عياض، عن هشام بن عروة، عن أبيه؛ أن أبا حسنة الخزاعي صاحب البدن أخبره؛ أنه سأل النبي ﷺ عما يعطب من البدن. قال الحافظ صالح جزرة صحفه أبو ضمرة تصحيفا عجيبا، وذلك أنه كان فيه أن ناجية الخزاعي، فزيدت ألف قبل ناجية، ومدت الجيم، فصارت أبا حسنة. وقد تقدم الحديث على الصواب في الأسماء في حرف النون».
ورواه جعفر بن عون [أبو عون الكوفي: صدوق]، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن رجل من أسلم قال: قال يا رسول الله! كيف أصنع بما عطب من الهدي؟ فأمره: أن ينحرها، فيطرح نعلها في دمها، ويخلي بينها وبين الناس فيأكلوها. لفظه عند البيهقي.
ولفظه عند الحاكم [مقرونا برواية وكيع] قال: حدثني ناجية الخزاعي - صاحب بدن رسول الله ﷺ ـ، أنه سأل رسول الله ﷺ: كيف أصنع بما عطب من بدني؟ فأمرني: أن أنحر كل بدنة عطبت، ثم يلقى نعلها في دمها، ثم يخلى بينها وبين الناس، فيأكلونها. [فلا يبعد أن يكون الحاكم حمل رواية جعفر على رواية وكيع، وساقه سياقة وكيع، لاسيما ورواية الحاكم والبيهقي مخرجهما واحد؛ لكن يشكل عليه أن رواية وكيع عند الجماعة ليس فيها إثبات السماع، وهذا مما يجعل النفس تطمئن إلى جعفر بن عون قد أثبت السماع في حديثه، وسماه أيضا ناجية مثل الجماعة]
• وخالفهم: مالك بن أنس، فرواه عن هشام بن عروة، عن أبيه؛ أن صاحب هدي رسول الله ﷺ، قال: يا رسول الله، كيف أصنع بما عطب من الهدي؟ فقال له رسول الله ﷺ:«كل بدنة عطبت من الهدي فانحرها، ثم ألق قلادتها في دمها، ثم خل بينها وبين الناس يأكلونها». لفظ يحيى والقعنبي.
وفي رواية الشافعي [في السنن، وعند الطحاوي في شرح المعاني (١٣٢١)]،