عن أبي هريرة. وقد قصر الدارقطني حين لم يذكر رواية أحمد بن حنبل عن عبد الرزاق، وهو أثبت وأقدم من روى هذا الحديث عن عبد الرزاق، وروايته هذه في المسند؛ فكيف تغيب عن الدارقطني؟ ثم إنه أهمل ذكر رواية عبد الأعلى ويزيد بن زريع عن معمر، وهي في صحيح البخاري ومسند البزار، وجمع أبي القاسم البغوي للجعديات، وهي مصنفات عالية الأسانيد؛ فكيف غاب ذلك عن الدارقطني؟
* وثمة اختلاف آخر على معمر:
* قال ابن محرز في معرفة الرجال (١٠٥٧): «سمعت يحيى بن معين، وسأله رجل، فقال: حديث معمر، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة؛ أن النبي ﷺ رأى رجلا، فقال يحيى بن معين: يسوق بدنة، فقال: «اركبها»، فقال: إنها بدنة، قال:«اركبها»، قال: إنها بدنة، قال:«ويحك» أو: ويلك اركبها»، قال: فلقد رأيته يسامر النبي ﷺ وفي عنقها نعلان. فقال أبو بكر بن القصاب ليحيى بن معين: من عن معمر؟ «فقال: القاضي، وعبد الرزاق جميعا، عن معمر».
قلت: أخاف أن يكون وهم أحد النقلة لهذا الخبر، فقلب إسناده، إنما يرويه الناس: عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن أبي هريرة ﵁، وهذا قد سلك به الجادة، فجعله عن أبي سلمة، بدل: عكرمة.
* فإن قيل: معمر بن راشد وإن كان ثقة من أصحاب يحيى؛ إلا أنه كان ممن يهم عليه ويخطئ، فيقال: لكنه لم ينفرد به عن يحيى؛ فقد توبع عليه:
* فقد رواه علي بن المبارك [ثقة، من أصحاب يحيى][علقه البخاري، ووصله أحمد، والإسماعيلي]، والحسين بن ذكوان المعلم [ثقة، من أثبت أصحاب يحيى][علقه الإسماعيلي]:
عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن أبي هريرة؛ أن النبي ﷺ رأى رجلا يسوق بدنة، فقال:«اركبها»، قال: إنها بدنة، قال:«اركبها». قال: فرأيته راكبها، وفي عنقها نعل.
علقه البخاري في صحيحه بعد حديث معمر عن يحيى، برقم (١٧٠٦)، قال:«تابعه: محمد بن بشار: حدثنا عثمان بن عمر: أخبرنا علي بن المبارك، عن يحيى، عن عكرمة، عن أبي هريرة ﵁، عن النبي ﷺ».
ووصله: أحمد (٢/ ٤٧٨)، والإسماعيلي في مستخرجه على البخاري [عزاه إليه: ابن حجر في الفتح (٣/ ٥٤٩)، وتغليق التعليق (٣/ ٩٠)]. [التحفة (١٠/ ٩٧/ ١٤٢٥٧)، الإتحاف (١٥/ ٤٢٠/ ١٩٦١٣)، والمسند المصنف (٣٢/٣٢/١٤٦٤٣)].
وهذا حديث صحيح.
قال ابن حجر في الفتح (٣/ ٥٤٩): «تابعه محمد بن بشار إلخ، المتابع بالفتح هنا هو معمر»، والمتابع بالكسر ظاهر السياق أنه: محمد بن بشار، وفي التحقيق هو: علي بن