فقيه، ثقة ثبت، حافظ حجة، وهو من قدماء أصحاب عبد الرزاق، ممن سمع منه قبل ذهاب بصره [شرح العلل لابن رجب (٢/ ٧٥٣)].
وتابعه: زهير بن محمد بن قمير المروزي نزيل بغداد، وهو: ثقة مأمون، لم يذكر فيمن سمع من عبد الرزاق قبل ذهاب بصره، لكنه أحسن حالا من إسحاق بن إبراهيم الدبري راوي المصنف، فهو أكبر وأحفظ وأجل من الدبري، وأقدم منه وفاة بثلاثين سنة [انظر: شرح العلل (٢/ ٧٥٢). الكواكب النيرات (٣٤). التهذيب (١/ ٦٣٩). اللسان (٢) ٣٦]
خالفهما؛ فزاد في الإسناد رجلا: لوين [محمد بن سليمان]، فرواه عن عبد الرزاق، عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن رجل يكني: أبا إسحاق، عن عكرمة، عن أبي هريرة.
علقه الدارقطني في العلل (١١/ ١٢٤/ ٢١٦٣).
قلت: لوين محمد بن سليمان بن حبيب المصيصي: ثقة، لكنه غير مشهور بالرواية عن عبد الرزاق، وروايته عنه نادرة في الكتب، ولعل الإسناد إليه لا يثبت، ورواية أحمد في مسنده عن عبد الرزاق عندي مقدمة على رواية غيره؛ لإمامته وضبطه وقدم سماعه من عبد الرزاق، لاسيما وقد توبع؛ بخلاف رواية لوين، ثم إن رواية أحمد عن عبد الرزاق: هي الموافقة لرواية الجماعة عن معمر، لاسيما وفيهم: عبد الله بن المبارك، وهو: ثقة حجة، إمام فقيه، أثبت الناس في معمر، وتابعهما على ذلك: اثنان من ثقات أهل البصرة؛ نعم؛ معمر لما حدث بالبصرة لم تكن معه كتبه فحدثهم بالخطأ [انظر: شرح العلل (٢/ ٧٦٧)]؛ لكن ذلك لا يضره هنا، فقد تبين لنا أنه حدثهم على الصواب، حدثهم بنفس ما حدث به ابن المبارك وعبد الرزاق، وعلى هذا فإن قولهم: هو الصواب، وقد أخرجه البخاري في صحيحه؛ ثم إن معمرا لم ينفرد به عن يحيى بن أبي كثير، فقد توبع عليه بإسناد الجماعة أيضا بغير واسطة؛ مما يؤكد عدم ثبوت رواية لوين، وأن راويها لم يضبط إسنادها، والله أعلم.
قال الدارقطني في العلل (١١/ ١٢٤/ ٢١٦٣): «يرويه يحيى بن أبي كثير، حدث به معمر بن راشد، واختلف عنه؛
فرواه ابن المبارك، عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن أبي هريرة. وتابعه زهير بن محمد، عن عبد الرزاق، عن معمر.
وخالفهم لوين، رواه عن عبد الرزاق، عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن رجل يكني أبا إسحاق، عن عكرمة، عن أبي هريرة.
ولعله قد حفظه عن عبد الرزاق، أبو إسحاق هذا ليس بمعروف، ويحيى بن أبي كثير معروف بالتدليس».
قلت: بل الصواب رواية الجماعة: عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة،