فقال في عقب هذا الخبر: «والعقل مضطر إلى أن يعلم أن كل ما عظمت رزيئته عند المرء كان أعظم لثواب الله إذا أخرجه الله».
ثم قال ابن خزيمة عقب الحديث: «هذا الشيخ اختلف أصحاب محمد بن سلمة في اسمه؛ فقال بعضهم: جهم بن الجارود، وقال بعضهم: شهم».
وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٢/ ٥٢٢): «جهم بن الجارود: روى عن سالم بن عبد الله، روى عنه: أبو عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد، سمعت أبي يقول ذلك»، وكذا قال ابن حبان في الثقات (٦/ ١٥٠).
وقال الدارقطني في الأفراد: «تفرد به: الجهم بن الجارود، عن سالم، عن أبيه، وتفرد به عنه: أبو عبد الرحيم خالد بن يزيد».
وقال عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى (٢/ ٢٩٠): «جهم: لا يعلم له سماع من سالم».
وتعقبه ابن القطان الفاسي في بيان الوهم (٣/ ٥٨)، فقال: «وهذا إنما هو قول البخاري فيه، وهو: مجهول الحال، لا يعرف روى عنه غير أبي عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد، وبذلك من غير مزيد: ذكره البخاري، وابن أبي حاتم».
وقال النووي في المجموع (٨/ ٣٦٣): «رواه أبو داود وغيره بإسناد صحيح؛ إلا أنه من رواية جهم بن الجارود، عن سالم بن عبد الله بن عمر، قال البخاري: لا يعرف له سماع؛ مرسل».
ولم يجزم بصحته شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (٣١/ ٢٥٠). وقال الضياء: «كذا أخرجه الهيثم الشاشي في مسند عمر، وهو أشبه بمسند عبد الله بن عمر، والله أعلم».
وقال الذهبي في المهذب في اختصار السنن الكبير للبيهقي (٤/ ٢٠٠١): «جهم: لا يدرى من هو؟». وقال في موضع آخر (٨/ ٣٨٧٤): «قيده غيره: نجيبة - بالجيم -، وجهم: مجهول». وقال في الميزان (١/ ٤٢٦): «فيه جهالة؛ ما حدث عنه سوى خالد بن أبي يزيد الحراني». وقال في المغني (١/ ١٣٨/ ١١٩٩): «لا يدرى من هو؟». وقال في الديوان (٧٩٣): «مجهول».
وقال ابن كثير في إرشاد الفقيه (١/ ٣٥٦): «رواه أحمد، وأبو داود، وتكلم البخاري في اتصال سنده».
وقال مغلطاي في إكمال تهذيب الكمال (٣/ ٢٥١/ ١٠٣٠): «جهم بن الجارود: يروي عن سالم، ذكره ابن حبان في جملة الثقات، وكذلك ابن خلفون، وقال بعض المتأخرين فيه جهالة، وهو غير جيد».
قلت: هو حديث منكر؛ تفرد به عن سالم بن عبد الله بن عمر دون بقية أصحابه الثقات المشاهير على كثرتهم وإمامتهم جهم بن الجارود، وهو مجهول، لا يعرف له