(١٥/ ٣٨٧ - ط دار البر) قال: سألت ابن عمر ﵄ عن الرجل يبعث بهديه، أيمسك عن النساء؟ فقال ابن عمر: ما علمنا المحرم يحل حتى يطوف بالبيت. لفظ حماد [عند الطحاوي].
ولفظ معمر عند ابن عبد البر: عن أبي العالية، قال: سمعت ابن عمر، يقول: يقولون: إذا بعث الرجل بالهدي فهو محرم! والله لو كان محرما ما كان له حل دون أن يطوف بالبيت. قال أيوب: فذكرته لنافع فأنكره.
أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (٢/ ٢٦٨/ ٤١٩٨)، وعلقه: ابن عبد البر في التمهيد (١٧/ ٢٢٥) (١١/ ٦٦ - ط الفرقان). [الإتحاف (٩/ ٤١٩/ ١١٥٩٠)].
قلت: قد رواه حماد بن سلمة ومعمر عن أيوب بالوجهين؛ فلا يبعد أن يكون محفوظا عن أيوب بالوجهين جميعا، وفيه قصة تدل على ذلك، والله أعلم.
وعليه: فهو موقوف على ابن عمر بإسناد صحيح، وهذا القول منه موافق للسنة الصحيحة الثابتة عن عائشة ﵂.
قال الطحاوي: «فمعنى هذا، أن المحرم الذي تحرم عليه النساء، هو الذي يحل من ذلك بالطواف بالبيت، هذا لا طواف عليه، فلا معنى لاجتنابه ذلك». [وانظر: أحكام القرآن لبكر بن العلاء القشيري (١/ ١٩٠)].
وقال ابن رشد في البيان والتحصيل (١٧/ ٣١٤): «واختلفت الرواية في ذلك عن عبد الله بن عمر؛ فروى عنه نافع؛ أنه قال: إذا قلد الرجل الهدي فقد أحرم، والمرأة كذلك، ما لم تحج فهو حرام حتى ينحر هديه، وروي عن أبي العالية؛ أنه سمعه يقول: يقولون: إذا بعث الرجل بالهدي فهو محرم، والله لو كان محرما ما كان له حل دون أن يطوف بالبيت، والله هذا أولى؛ لأنه أصح في النظر وأثبت من جهة الأثر، وإن كان نافع أثبت في ابن عمر من أبي العالية».
٣ - عن عمر وعلي وابن عباس جميعا موقوفا عليهم:
يرويه: عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي [ثقة ثبت]، عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين الصادق، عن أبيه؛ أن عمر وعليا وابن عباس كانوا يقولون في الرجل يرسل ببدنته: إنه يمسك عما يمسك عنه المحرم، ليس أن لا يلبي. قال جعفر: يواعدهم يوما، فإذا كان ذلك اليوم الذي يواعدهم أن يشعر، أمسك عما يمسك عنه المحرم.
أخرجه ابن أبي شيبة (٧/ ٤١٨/ ١٣١٤٨ و ١٣١٤٩ - ط الشثري).
قلت: وهذا منقطع؛ بل معضل، نعم رجاله ثقات، لكن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبا جعفر الباقر: لم يدرك هو ولا أبوه علي بن أبي طالب؛ فقد ولد أبو جعفر سنة (٥٦)، يعني: بعد مقتل علي بقرابة (١٦) عاما، وقال أبو زرعة بأن روايته عن علي مرسلة، بل قال: «لم يدرك هو ولا أبوه عليا ﵁»، وقال الترمذي في الجامع (١٥١٩): «لم يدرك علي بن أبي طالب»، وكذا قال في أبيه علي زين العابدين
