كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٥ - كتاب المناسك - ١٥ - باب في الإشعار - ج: 24 - ص: 283

[جامع الترمذي (١٥١٩) و (٢٣١٨). المراسيل (٥٠٣ و ٦٧٥ و ٦٧٦). تحفة التحصيل (٢٣٤) و ٢٨٢]، وعدم إدراكه لعمر من باب أولى، وجزم بإرساله أبو زرعة [المراسيل (٦٧٤)]، وكان يروي عن ابن عباس بواسطة سعيد بن المسيب.

وعليه: فلا يثبت هذا القول عن عمر بن الخطاب، ولا عن علي بن أبي طالب، وأما ابن عباس؛ فقد ثبت عنه من وجه آخر.

٤ - عن ابن عباس موقوفا عليه:

أخرجه عبد الرزاق [عزاه إليه: ابن عبد البر في التمهيد (١٧/ ٢٢٤)]، قال: أخبرنا معمر [معمر بن راشد: ثقة ثبت، لكن في حديثه عن أهل البصرة ضعف]، عن أيوب [السختياني: ثقة ثبت إمام، وهو أثبت أصحاب ابن سيرين، وهذا غريب من حديثه]، عن ابن سيرين؛

قال [عبد الرزاق]: وأخبرنا هشام بن حسان [ثقة، ثبت في ابن سيرين]، عن ابن سيرين؛ أن ابن عباس بعث بهديه، ثم وقع على جارية له، فأتي مطرف بن الشخير في المنام، فقيل له: ائت ابن عباس، فمره أن يطهر فرجه، فلما أصبح أبى أن يأتيه، فأتى الليلة الثانية، فقيل له بمثل ذلك، وأتى ليلة ثالثة؛ فقيل له قول فيه بعض الشدة، فلما أصبح أتى ابن عباس فأخبره بذلك، فقال ابن عباس: وما ذلك؟ ثم ذكر فقال: إني وقعت على فلانة بعد ما قلدت الهدي، فكتب ذلك اليوم الذي وقع عليها، فلما قدم ذلك الرجل الذي بعث بالهدي معه؛ سأله: أي يوم قلدت الهدي؟ فأخبره؛ فإذا هو قد وقع عليها بعدما قلد الهدي؛ فأعتق ابن عباس جاريته تلك.

قلت: وهذه رؤيا منامية، ولا تؤخذ أحكام الشريعة من الرؤى؛ لاسيما مع معارضة حديث عائشة الثابت الصحيح المتفق عليه؛ أن من أهدى هديا وأقام لم تحرم عليه نساؤه.

وقد دلت روايات حديث عائشة على هذا المعنى إجمالا لدخول النساء فيما يجتنبه المحرم، وجاء ذلك صريحا في رواية: أبي إسحاق، عن الأسود،، عن عائشة ﵂، قالت: إن كنت لأفتل قلائد هدي رسول الله ﷺ، ويخرج بالهدي مقلدا، ورسول الله ﷺ مقيم، ما يمتنع من نسائه. وفي رواية: كنت أقلد هدي رسول الله ﷺ، فيخرج الهدي مقلدا، ويقيم النبي ﷺ حلالا، ما يمتنع من امرأة من نسائه. [راجع الطريق رقم (١٠)].

كما جاء في رواية: ابن عون، عن القاسم، عن أم المؤمنين، قالت: أنا فتلت تلك القلائد من عهن كان عندنا، فأصبح فينا رسول الله ﷺ حلالا، يأتي ما يأتي الحلال من أهله، أو يأتي ما يأتي الرجل من أهله. [لفظ مسلم] [أخرجه البخاري (١٧٠٥)، ومسلم (٣٦٤/ ١٣٢١)، راجع الطريق رقم (١٣)].

قلت: ومحمد بن سيرين: لم يسمع من ابن عباس شيئا، وأحاديثه عن ابن عباس إنما ثبته فيها عكرمة، لقيه أيام المختار فسمع منه أحاديث ابن عباس [راجع فضل الرحيم الودود (٢/ ٣٨٥/ ١٩٠)]، قال بذلك: شعبة، وخالد الحذاء، وأحمد بن حنبل، وعلي بن