واضحة، وقال فيه مالك:«أضاع نفسه»، ومالك هو الحكم في أهل المدينة، فلم يرضه مالك ولم يدخله في موطئه، وترك الرواية عنه، وذكره أبو زرعة الرازي في أسامي الضعفاء، وأبو زرعة أيضا من النقاد المعتدلين الذين يتورعون عن النقد إلا بما دلت عليه القرائن، ولا يبالغون في الجرح، وقال ابن عبد البر:«لا يحتج به فيما ينفرد به، فكيف فيما خالفه فيه من هو أثبت منه»، وقال أيضا بعد أن سمى فقهاء الأمصار الذين قالوا بحديث عائشة فيمن بعث بالهدي ولم يحرم:«ولم يقل واحد منهم بحديث عبد الرحمن بن عطاء، وليس عندهم بذلك، وترك مالك الرواية عنه، وهو جاره، وحسبك بهذا»، وضعفه: عبد الحق الإشبيلي، والقرطبي، وقال الأزدي:«لا يصح حديثه»، وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالقوي عندهم [التاريخ الكبير (٥/ ٣٣٦). الضعفاء الصغير (٢١٢). ضعفاء أبي زرعة الرازي (١٨٦). المعرفة والتاريخ (١/ ٦٨٣). الجرح والتعديل (١/٢٤) و (٥/ ٢٦٩). ضعفاء ابن الجوزي (١٨٥٥). التهذيب (٧/ ٧٦٢ - ط دار البر)].
فإن قيل: فما تقول فيمن عدلوه، فيقال: قال فيه ابن سعد: «كان ثقة قليل الحديث»، وأين ابن سعد من كبار النقاد الذين تكلموا فيه؛ ما بين جرح وتليين، وما بين رفع إلى أدنى درجات المعدلين، وقال فيه أحمد:«ما أرى بحديثه بأسا»، وليس في هذا ما يرفعه إلى رتبة الثقات، ولكن يحتمل حديثه في المتابعات والشواهد، أو إذا دلت القرائن على ضبطه للرواية وحفظه لها، وهو كذلك، وقال العجلي:«تابعي ثقة»، والعجلي معروف بتساهله في التوثيق، وقال فيه أبو حاتم:«شيخ»، فلما قال له ابنه:«أدخله البخاري في كتاب الضعفاء؛ فقال: يحول من هناك» يعني: أن ضعفه ليس بالشديد، فإنه يتابع الثقات أحيانا، ولذلك فإن أبا حاتم لم يوثقه، ولم يقل فيه: لا بأس به، واكتفى بقوله:«شيخ»، وهذا من أدني مراتب التعديل عنده، وذكره ابن حبان في الثقات، وهو معروف بتساهله فيمن أدخله في ثقاته؛ فإن قيل: فما تقول في توثيق أحد المتعنتين في الرجال له، وهو النسائي حيث قال:«ثقة»، فيقال: لو صح هذا الزعم لأخرج له حديثا واحدا في مصنفاته، فإنه لم يخرج له سوى أبي داود والترمذي حديثا واحدا في أن المجالس أمانة على أن الترمذي لم يصحح له، وإنما حسن حديثه، وذلك على قاعدته المعروفة في التحسين، ثم إني لم أعثر على توثيق النسائي له في شيء من مصنفاته، وابن حبان مع كونه ذكره في ثقاته؛ فلم يخرج له سوى حديث واحد في إخافة أهل المدينة قد توبع على أصله، ولم يصحح له: لا ابن خزيمة، ولا الحاكم شيئا [طبقات ابن سعد (٥/ ٤٢٢). سؤالات أبي داود (١٦٦). معرفة الثقات (٩٧٧). الجرح والتعديل (٥/ ٢٦٩). الثقات (٧/ ٧٩ و ٨٠). تاريخ الإسلام (٣/ ٩١٥). الميزان (٢/ ٥٧٩). التهذيب (٧/ ٧٦٢ - ط دار البر)]، والله أعلم.
٢ - عن ابن عمر موقوفا:
يرويه أيوب السختياني وعنه: حماد بن زيد، وإسماعيل ابن علية، وحماد بن سلمة، ومعمر بن راشد، وعبيد الله بن عمر العمري وابن جريج، وعلي بن ثابت بن عمرو