موجه للقبلة، يقلده بنعلين، ويشعره من الشق الأيسر، ثم يساق معه حتى يوقف به مع الناس بعرفة، ثم يدفع به معهم إذا دفعوا، فإذا قدم منى غداة النحر، نحره قبل أن يحلق أو يقصر، وكان هو ينحر هديه بيده، يصفهن قياما، ويوجههن إلى القبلة، ثم يأكل ويطعم.
• وما رواه مالك، عن نافع؛ أن عبد الله بن عمر كان إذا طعن في سنام هديه وهو يشعره؛ قال: بسم الله، والله أكبر.
• وما رواه ابن وهب: أخبرني مالك بن أنس، وعبد الله بن عمر، عن نافع؛ أن عبد الله بن عمر كان يشعر بدنه من الشق الأيسر إلا أن تكون صعابا مقرنة، فإذا لم يستطع أن يدخل بينهما أشعر من الشق الأيمن، وإذا أراد أن يشعرها وجهها إلى القبلة، وإذا أشعرها قال: بسم الله والله أكبر، وإنه كان يشعرها بيده، وينحرها بيده قياما.
• وما رواه شعيب بن إسحاق [ثقة]، قال: حدثنا عبيد الله، عن نافع: أن عبد الله كان إذا نحر هديه، قال: بسم الله، والله أكبر، وإذا أشعر فعل مثل ذلك.
• وما رواه عبدة بن سليمان، عن يحيى بن سعيد، عن نافع، عن ابن عمر: أنه كان إذا كانت بدنة واحدة؛ أشعرها في شقها الأيسر بيده اليمنى، وإذا كانت بدنتين؛ أشعر إحداهما في الشق الأيمن والأخرى في الأيسر.
• وما رواه أسامة بن زيد، أن أبا بكر بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص حدثه، أنه سأل سالم بن عبد الله: من أين كان ابن عمر يشعر البدن؟ قال: من الشق الأيمن، قال: ثم سألت نافعا؟ فقال: من الشق الأيسر. فقلت لنافع إن سالما أخبرني أنه كان يشعر من الشق الأيمن؟ فقال: وهل سالم؛ إنما رأى ابن عمر يوما، وأتي ببدنتين معردتين صعبتين، فلم يستطع أن يقوم بينهما، فأشعر هذه من الشق الأيمن، وهذه من الشق الأيسر. قال: فرجعت إلى سالم فأخبرته. فقال: صدق نافع؛ هو كما قال، قال: وقال: سلوه فإنه أعلمنا بحديث ابن عمر.
• وما رواه معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، قال: كان إذا رأى هلال ذي الحجة نزع قميصه بذي الحليفة، وقلد هديه، وأشعره من شقه الأيمن، فإذا استوت به راحلته أهل.
قلت: ما وافق من ذلك سنة النبي ﷺ فيما تقدم بيانه بدليله في هذا الباب؛ فلا إشكال فيه؛ إذ الأصل في الصحابي أن ينقل لنا ما كان من باب التعبد عن النبي ﷺ؛ لا باجتهاد منه؛ فإذا ظهر لنا أنه اجتهد في موضع النص، حيث خفي عليه الدليل، فالواجب على المكلف الإعراض عن اجتهاد الصحابي الذي وقع مخالفا للنص، والعمل بما ثبت عن النبي ﷺ في ذلك.
وعليه: فليس عندنا دليل قولي عن النبي ﷺ يدل على عدم الاعتداد بالهدي؛ إلا إذا قلد وأشعر، ووقف به بعرفة.
أما الأحاديث الصحيحة الواردة في التقليد والإشعار: إنما هي مجرد أفعال من