رواه الحسن بن خلف الواسطي [صدوق، مشهور بالرواية عن إسحاق الأزرق، وروى عنه البخاري حديثاً عن الأزرق في الصحيح متابعة (٤١٥٩)]، قال: حدثنا إسحاق بن يوسف [الأزرق: ثقة]، عن شريك [شريك بن عبد الله النخعي: صدوق، سيئ الحفظ]، عن حجاج، عن عطاء، عن ابن عباس ﵄؛ أن النبي ﷺ أهدى مئة بدنة مقلدة مجللة.
أخرجه البزار (١١/ ٨٣/ ٤٧٩١) و (١١/ ٣٤٦/ ٥١٦٤)، قال: حدثنا الحسن به.
قال البزار:«وهذا الحديث قد روي عن النبي ﷺ، روي عن ابن عباس من غير وجه: أنه أهدى مئة بدنة فيها جمل لأبي جهل، ولم يقل: مقلدة مجللة».
قلت: شريك بن عبد الله النخعي: صدوق في الأصل؛ إلا أنه ساء حفظه، ومن سمع منه قديماً فحديثه صحيح، ويحمل توثيق من وثقه على حديثه القديم، وهذا الحديث مما حدث به قديماً، حدث به عنه من قدماء أصحابه من أهل واسط: إسحاق بن يوسف الأزرق، وهو ثقة، من قدماء أصحاب شريك، وممن كتب عنه من كتابه، قال موسى بن هارون الحمال:«وسماع إسحاق من شريك قبل سماع الحماني وعثمان بن أبي شيبة بدهر طويل»، وقال أبو داود في مسائله:«سمعت أحمد يقول: عباد بن العوام وإسحاق - يعني: الأزرق - ويزيد: كتبوا عن شريك بواسط من كتابه، قدم عليهم في حفر نهر؟ قال أحمد: سماع هؤلاء أصح عنه، يعني: سماع أهل واسط» [مسائل أبي داود (١٩٩٢). المدرج للخطيب (١/ ٤٥٤). التهذيب (٢/ ١٦٤). فضل الرحيم الودود (٨/ ٧٦٥/ ٣٩٠) و (١٠/ ٤٥٠/ ٩٩٦)]
قلت: فليس يطعن في هذا الحديث من جهة شريك، وإنما الحمل فيما يظهر على حجاج بن أرطأة، فهو وإن كان سمع من عطاء بن أبي رباح، وكان راوية له، إلا أنه: ليس بالقوي، يدلس عن الضعفاء والمتروكين، ولم يذكر فيه سماعاً، وقد تفرد به عن عطاء دون بقية أصحابه الثقات على كثرتهم.
فهو حديث منكر.
هـ والمعروف في هذا: ما رواه ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد بن جبر، عن ابن عباس ﵄؛ أن رسول الله ﷺ قد كان أهدى جمل أبي جهل الذي كان استلب يوم بدر، في رأسه برة من فضة، عام الحديبية في هديه [ليغيظ بذلك المشركين].
وفي رواية: أهدى رسول الله ﷺ بجمل أبي جهل في هديه عام الحديبية، وفي رأسه برة من فضة، كان أبو جهل أسلبه يوم بدر.
وهو حديث صحيح، تقدم تخريجه بطرقه برقم (١٧٤٩).
٤ - عن ابن عباس موقوفاً:
يرويه: حماد بن سلمة، عن قيس بن سعد، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس: إن شئت فأشعر، وإن شئت فلا تشعر، وإن شئت فقلد، وإن شئت فلا تقلد. لفظ ابن حزم.