وقال المازري في المعلم (٢/ ١٠٤): «هكذا في كتاب مسلم من جميع الطرق، والمحفوظ فيه: أن زياد بن أبي سفيان، وهكذا وقع في جميع الموطآت: أن زيادا كتب».
ونقل القاضي عياض كلام المازري في إكمال المعلم (٤/ ٤٠٩) ثم قال: «قال القاضي: وكذا خرجه البخاري على الصواب».
وقال النووي في شرح صحيح مسلم (٩/ ٧٢): «هكذا وقع في جميع نسخ صحيح مسلم: أن ابن زياد، قال أبو علي الغساني والمازري، والقاضي، وجميع المتكلمين على صحيح مسلم: هذا غلط، وصوابه: أن زياد بن أبي سفيان، وهو المعروف بزياد بن أبيه، وهكذا وقع على الصواب في صحيح البخاري والموطأ، وسنن أبي داود [لم أجده في سنن أبي داود؛ إنما أخرجه النسائي] وغيرها من الكتب المعتمدة، ولأن ابن زياد لم يدرك عائشة، والله أعلم».
وقال ابن حجر في فتح الباري (٣/ ٥٤٥): «تنبيه: وقع عند مسلم، عن يحيى بن يحيى، عن مالك، في هذا الحديث: أن ابن زياد، بدل قوله: أن زياد بن أبي سفيان، وهو وهم؛ نبه عليه الغساني ومن تبعه؛ قال النووي: وجميع من تكلم على صحيح مسلم، والصواب: ما وقع في البخاري، وهو الموجود عند جميع رواة الموطأ».
وقال بدر الدين الزركشي في الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة (٧٣): «قال الحافظ أبو الحجاج المياسي - ومن خطه نقلت -: هكذا وقع في كتاب مسلم: أن زياد بن أبي سفيان، كما وقع في البخاري».
* وخالف الجماعة من أصحاب مالك من رواة الموطأ وغيرهم:
عثمان بن عمر [ابن فارس العبدي: ثقة]؛ فقال: أخبرنا مالك بن أنس، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عمرة،، عن عائشة ﵂؛ أن رسول الله ﷺ قلد هديه، وأشعره، وبعث به إلى مكة، وأقام بالمدينة، فلم يجتنب شيئا كان له حلالا.
ولفظ ابن خزيمة: عن عمرة،، عن عائشة ﵂؛ أن رسول الله ﷺ قلد هديه وأشعره.
ولفظ أبي يعلى: عن عمرة،، عن عائشة ﵂؛ أنها قالت: قلد رسول الله ﷺ هديه، وأشعرها، وبعث بها مع أبي بكر، ثم لم يدع شيئا أحله الله حتى نحر الهدي.
أخرجه ابن خزيمة (٤/ ١٥٣/ ٢٥٧٤)، وأبو يعلى (٨/ ٢٦٥/ ٤٨٥٣)، وابن عبد البر في التمهيد (١٧/ ٢٢٠). [الإتحاف (١٧/ ٧٤٤/ ٢٣١٥٨)، والمسند المصنف (٣٨/ ١٣٥/ ١٨٢٠٥)].
قلت: خالف عثمان بن عمر بن فارس: رواة الموطأ وغيرهم وفيهم الثقات الأثبات المقدمون في مالك، فأتى فيه عثمان بلفظ لم يتابع عليه: وهو الإشعار.
قال أبو القاسم الكعبي في قبول الأخبار (٢/٣٣): «عثمان بن عمر: قال الكرابيسي: روى عن مالك، حدثنا بواحدة أهل المدينة لم يختلفوا في عقوبته؛ وهو أنه روى عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عمرة،، عن عائشة ﵂؛ أن النبي ﷺ» قلد بدنة.