قلت: هو غريب من حديث هشام بن حسان، وهو من أقران أيوب، ولا أراه يثبت عنه، وهذه الرواية وهم بلا شك، وهي مخالفة لرواية أثبت الناس في أيوب، وقد تقدم ذكرها.
قال الدارقطني في العلل (١٥/ ١٤٩/ ٣٩٠٨): «يرويه السختياني، واختلف عنه؛ فرواه حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة،، عن عائشة ﵂؛
وخالفه ابن علية؛ رواه عن أيوب، عن القاسم، وأبي قلابة، عن عائشة.
وقال هشام بن حسان عن أيوب، عن بعض أصحابه، أن عائشة قالت: … ، ولم يسم أحدا بينه وبينها».
هـ قلت: والمحفوظ في هذا الحديث:
ما رواه إسماعيل ابن علية، وعبد الوارث بن سعيد، ووهيب بن خالد [وهم ثقات أثبات، وفيهم اثنان من أثبت أصحاب أيوب،] ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي:
عن أيوب، عن القاسم، وأبي قلابة، عن عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ يبعث بالهدي، أفتل قلائدها بيدي، ثم لا يمسك عن شيء لا يمسك عنه الحلال.
وفي رواية عن أيوب، قال: سمعت القاسم بن محمد، يحدث عن عائشة.
وفي رواية: كان رسول الله ﷺ يبعث بالهدي، أفتل قلائدهن بيدي، ثم لا يمسك عما يمسك عنه المحرم.
أما حديث أيوب عن القاسم عن عائشة: فهو حديث صحيح، متصل الإسناد، وقد صححه مسلم.
وأما حديث أيوب عن أبي قلابة عن عائشة: فهو مرسل؛ رواية أبي قلابة عبد الله بن زيد الجرمي عن عائشة: مرسلة؛ قاله أبو حاتم [الجرح والتعديل (٥/ ٥٨). تحفة التحصيل (١٧٦)]، قلت: ويدخل بينهما معاذة العدوية [انظر: صحيح مسلم (٣٣٥)].
١٩ - ورواه أسامة بن زيد الليثي، عن الزهري عن القاسم، عن عائشة: أنها فتلت قلائد بدن رسول الله ﷺ … الحديث.
أخرجه الدارقطني في الأفراد (٢/ ٤٨٤/ ٦٣٨٤ - أطرافه).
قال الدارقطني في الأفراد: «تفرد به أسامة بن زيد الليثي، عن الزهري عنه».
وقال في العلل (٩/ ١٢١/ ٣٨٨١): «وروي هذا الحديث الزهري، واختلف عنه؛ فرواه أسامة بن زيد، عن الزهري عن القاسم،، عن عائشة -؛
وخالفه أيوب بن موسى، وابن أبي ذئب، فروياه عن الزهري، عن عروة، عن عائشة.
وقال يعقوب بن عطاء: عن الزهري، عن عروة، وعمرة،، عن عائشة ﵂، ويشبه أن تصح جميعها، والله أعلم».