ثم إن المعنى يؤيده: فإن حاجة المهدي إلى الحرم للإشعار أعظم من حاجة من يسوق بدنته بنفسه وهو محرم، لأنه يقوم على حفظها بنفسه، وأما المهدي فإنه يخشى أن يغفل عنها وكيله فتضل البدنة، فإذا كانت مشعرة كان علامة حافظة لها حتى يوصلها من يجدها إلى البيت الحرام؛ لكون الإشعار من أظهر العلامات على كونها هديا بالغ الكعبة، والله أعلم.
ثم إن أفلح ممن يحتمل منه ذلك، لاسيما فيما توبع على أصله، وقد كان مختصا بالقاسم، قال أحمد: «صالح، يحتمل»، وقال ابن معين: «ثقة»، وقال أبو حاتم: «ثقة، لا بأس به»، وقال النسائي: «ليس به بأس»، وقال ابن سعد: «كان ثقة، كثير الحديث»، وقال ابن عدي: «وهو عندي صالح، وأحاديثه أرجو أن تكون مستقيمة»، وذكره ابن حبان في الثقات [التهذيب (٢/ ٧٧ - ط دار البر)]، والله أعلم.
١٧ - ورواه إسماعيل بن إبراهيم [ابن علية: ثقة ثبت، من أثبت الناس في أيوب، وقدمه بعضهم في أيوب على حماد بن زيد]، ووهيب بن خالد [ثقة ثبت، من أصحاب أيوب] [وعنه: معلى بن أسد، وهو: ثقة ثبت]:
عن أيوب، عن القاسم، وأبي قلابة،، عن عائشة ﵂، قالت: كان رسول الله ﷺ يبعث بالهدي، أفتل قلائدها بيدي، ثم لا يمسك عن شيء لا يمسك عنه الحلال. لفظ ابن علية [عند مسلم].
ولفظ ابن علية ووهيب [مقرونين عند أبي نعيم]: كان رسول الله ﷺ يبعث بالبدن أفتل قلائدها بيدي، ثم لا يمسك عن شيء يمسك عنه الحرام.
أخرجه مسلم (٣٦٣/ ١٣٢١)، وأبو نعيم في مستخرجه عليه (٣/ ٣٩٦/ ٣٠٥٢) [وبسنده تحريف]. [التحفة (١١/ ٦٥٥/ ١٧٤٤٤)، المسند المصنف (٣٨/ ١٤٣/ ١٨٢٠٩)].
• ورواه أيضا: إسماعيل ابن علية، وعبد الوارث بن سعيد [ثقة ثبت، من أثبت الناس في أيوب]، ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي [ليس به بأس]:
عن أيوب، قال: سمعت القاسم بن محمد، يحدث عن عائشة، قالت: كان رسول الله ﷺ يبعث بالهدي، فأفتل قلائدها بيدي، ثم لا يمسك عن شيء لا يمسك عنه الحلال. لفظ ابن علية [عند أحمد (٦/ ٢١٦)، ومن طريقه: أبو بكر الشافعي].
ولفظ عبد الوارث [عند السراج]: قالت: كان رسول الله ﷺ يبعث بالهدي، أفتل قلائدهن بيدي، ثم لا يمسك عما يمسك عنه المحرم.
ولفظ الطفاوي [عند أحمد (٦/ ١٢٩)]: إن نبي الله ﷺ كان يبعث بالهدي، ثم لا يصنع ما يصنع المحرم.
أخرجه أحمد (٦/ ٢١٦ و ١٢٩)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء زاهر الشحامي (٢٢٢٧)، وأبو بكر الشافعي في فوائده الغيلانيات (١٠٥٧). [الإتحاف (١٧/ ٤٦٩/ ٢٢٦٣٣)، والمسند المصنف (٣٨/ ١٤٣/ ١٨٢٠٩)].
