للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ولم يخرج له في ترجمته سواه منكرا به عليه، ورأى ما عداه من حديث أفلح مستقيما، بل إنه ما أنكر عليه شيئا من متن حديث المواقيت ولا إسناده سوى هذه اللفظة في توقيت ذات عرق لأهل العراق، مع كون أفلح له أحاديث كثيرة عن القاسم عن عائشة، وفي الصحيحين جملة وافرة منها، ومنها حديث الإشعار؛ فلم ينكر عليه شيئا منها.

كذلك فإن مسلما قد أنكر حديث المواقيت هذا، ولم يجعل التبعة فيه على أفلح، بل على من تفرد به عنه، فقال في التمييز (٢١٤): «فأما الأحاديث التي ذكرناها من قبل: أن النبي وقت لأهل العراق ذات عرق؛ فليس منها واحد يثبت، … ، فأما رواية: المعافي بن عمران، عن أفلح عن القاسم، عن عائشة: فليس بمستفيض عن المعافي، إنما روى هشام بن بهرام، وهو شيخ من الشيوخ، ولا يقر الحديث بمثله إذا تفرد»، ولم ينكر على أفلح شيئا مما أخرجه له في الصحيح، ومنها حديث الإشعار.

وقد اشتهر هذا النقد عن مسلم في كتابه التمييز، ونقله عن أحمد: أبو داود، وابن صاعد، وابن عدي، ولم أقف على نقل يثبت عن أحد النقاد أنه أنكر على أفلح شيئا مما أخرجه الشيخان، ومنها هذا الحديث في الإشعار.

واتفاق البخاري ومسلم على إخراج حديث أفلح هذا في الإشعار، مع تصحيح من صححه أو احتج به؛ مما يؤكد عدم ثبوت هذه الزيادة التي أتى بها مغلطاي وعزاها لأحمد في إنكار هذا الحديث على أفلح؛ حيث احتج البخاري ومسلم بحديثه هذا، ورأياه ثابتا، وكفى بهما.

ثم إن حديث أفلح في المواقيت تفرد به عنه: المعافى بن عمران، فهو حديث غريب، وقد أعله بعضهم بتفرد من دون أفلح به، مثل مسلم.

بينما هذا الحديث قد اشتهر عن أفلح، ورواه عنه ثقات الناس، واشتهر في بلده وخارجها، وقد تقدم ذكرهم.

ثم إن حديث أفلح في المواقيت لم يتابع عليه من وجه يثبت: أن النبي وقت لأهل العراق ذات عرق؛ إنما ثبت ذلك عن عمر [راجع: الحديث المتقدم برقم (١٧٣٩)]. بينما هذا الحديث قد توبع أفلح على أصله؛ في ثبوت الإشعار:

فقد ثبت من حديث ابن عباس، وثبت من حديث المسور بن مخرمة.

رواه قتادة، عن أبي حسان، عن ابن عباس ، قال: صلى رسول الله الظهر بذي الحليفة، ثم دعا بناقته فأشعرها في صفحة سنامها الأيمن، وسلت الدم، وقلدها نعلين ثم ركب راحلته، فلما استوت به على البيداء أهل بالحج. [أخرجه مسلم (٢٠٥/ ١٢٤٣)، وتقدم برقم (١٧٥٢)].

ورواه الزهري، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم، يزيد أحدهما على صاحبه، قالا: خرج النبي عام الحديبية، في بضع عشرة مئة من أصحابه، فلما أتى ذا الحليفة، قلد الهدي، وأشعره، وأحرم منها بعمرة. [أخرجه البخاري (٤١٥٧ و ٤١٥٨ و ٤١٧٨ و ٤١٧٩)، وتقدم برقم (١٧٥٤)].

<<  <  ج: ص:  >  >>