الصحيحين (٢/ ٢٨٣/ ١٣٣٣)، والضياء في الرواة الأربعة عشر (ق ٣/ أ) (٣)، وابن البخاري في المشيخة (١/ ٥٢٤ - ٥٢٥)، وابن جماعة في المشيخة (٢/ ٥٦٥)، والذهبي في السير (٩/ ٥٥٨)، والمراغي في المشيخة (٢٥٧ و ٢٥٨). [التحفة (١١/ ٦٥٠/ ١٧٤٣٣)، والإتحاف (١٧/ ٤٦٩/ ٢٢٦٣٣) و (١٧/ ٤٨٢/ ٢٢٦٥٧)، والمسند المصنف ٣٨/ ١٤٦/ ١٨٢١٠]
وهذا حديث قد اتفق عليه الشيخان، وصححه ابن حبان، وأبو عوانة، واحتج به: أبو داود، والنسائي، والبيهقي، والطحاوي.
هـ فإن قيل: روي عن أحمد أنه أنكر هذا الحديث على أفلح؟
فيقال: ثبت العرش ثم انقش، من رواه عن أحمد؟
فيقال: قال مغلطاي في إكمال التهذيب (٢/ ٢٦٢)، وتبعه على ذلك ابن حجر فيما زاده على المزي في التهذيب (٢/ ٧٨ - ط دار البر)، وفي هدي الساري (٣٩١): «وقال أبو داود: كان أحمد تكلم فيه، وسمعت أحمد يقول: لم يحدث عنه يحيى، وروى أفلح حديثين منكرين: أن النبي ﷺ أشعر، وحدد لأهل العراق ذات عرق» [وفي التهذيب: «وحديث: وقت لأهل العراق ذات عرق»].
قلت: قال أبو داود في مسائله لأحمد (١٩٣٤): «قلت لأحمد: أفلح بن حميد؟ قال: هذا شيخ قد احتملوه، وجعل كأنه يستضعفه، قال: يكثر من الرأي، قلت: رأي القاسم؟ قال: نعم.
قال: روى حديثا منكرا، حديث المواقيت، قلت: وصح ذلك عندك رواه غير المعافى؟ قال: المعافى ثقة».
قلت: هكذا وقع في مسائل أبي داود لأحمد، إنكار حديث المواقيت وحده على أفلح، ولم ينكر عليه غيره، وكلامه بعده متعلق أيضا بحديث المواقيت وتفرد المعافى به عن أفلح، فمن أين أتى مغلطاي بحديث الإشعار؟!
وقال ابن عدي: «قال لنا ابن صاعد: كان أحمد بن حنبل ينكر هذا الحديث مع غيره على أفلح بن حميد، فقيل له: يروي عنه غير المعافى؟ فقال: المعافى بن عمران ثقة».
قلت: وهذا ابن صاعد ينقل عن أحمد إنكاره على أفلح حديث المواقيت، وزاد معه غيره، لكنه أبهم ذلك الغير؛ فلا ندري ماذا عنى به؟
قال ابن عدي: «وأفلح بن حميد أشهر من ذاك، وقد حدث عنه ثقات الناس، مثل: ابن أبي زائدة، ووكيع، وابن وهب، وآخرهم القعنبي، وهو عندي صالح، وأحاديثه أرجو أن تكون مستقيمة كلها، وهذا الحديث ينفرد به معافى عنه».
قال ابن عدي: «وإنكار أحمد على أفلح في هذا الحديث قوله: ولأهل العراق ذات عرق، ولم ينكر الباقي من إسناده ومتنه شيئا».
فهذا ابن عدي لم ينكر على أفلح سوى حديث ذات عرق، اعتمادا على قول أحمد،
