للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

لم يأت إلا في حديث الأسود، بينما جاء ذكر البدن في إحدى روايات حديث مسروق وحديث القاسم، لكن لو نظرنا إلى شهرة الروايات وكثرتها، وثقة رواتها وضبطهم، واختصاصهم بشيوخهم، لوجدنا الغنم من ذلك أوفر نصيبا، ولذلك فقد احتج البخاري ومسلم بكلا الروايتين، ولم يريا في ذلك شيئا من التعارض، الذي يقتضي ترجيح إحدى الروايتين على الأخرى، ويمكن حمله على ما سبق ذكره من الجمع بينهما فيما أهداه النبي ، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

ثانيا: مسروق، عن عائشة:

١٢ - رواه إسماعيل بن أبي خالد [ثقة ثبت، أصح الناس حديثا عن الشعبي، قاله أحمد. شرح العلل (٢/ ٧٠٨)] [وعنه: شعبة، وهشيم وعبد الله بن المبارك، ووكيع بن الجراح، ويحيى بن سعيد القطان، ويعلى بن عبيد الطنافسي، ويزيد بن هارون، وأبو معاوية]، وداود بن أبي هند [بصري: ثقة متقن، من أصحاب الشعبي] [وعنه: محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، ويزيد بن هارون، ويزيد بن زريع، وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف، وهم ثقات]، وزكريا بن أبي زائدة [ثقة]:

عن عامر الشعبي، عن مسروق؛ أنه أتى عائشة، فقال لها: يا أم المؤمنين؛ إن رجلا يبعث بالهدي إلى الكعبة ويجلس في المصر، فيوصي أن تقلد بدنته، فلا يزال من ذلك اليوم محرما حتى يحل الناس؟ قال: فسمعت تصفيقها من وراء الحجاب، فقالت: لقد كنت أفتل قلائد هدي رسول الله ، فيبعث هديه إلى الكعبة، فما يحرم عليه مما حل للرجال من أهله، حتى يرجع الناس. لفظ ابن المبارك عن إسماعيل [عند البخاري (٥٥٦٦)]، وبنحوه رواه القطان عن إسماعيل [عند أحمد (٦/ ١٩٠)].

ولفظ هشيم عن إسماعيل [عند مسلم، وأبي نعيم (٣٠٥٩)]: قال: سمعت عائشة، وهي من وراء الحجاب تصفق، وتقول: كنت أفتل قلائد هدي رسول الله بيدي، ثم يبعث بها، وما يمسك عن شيء مما يمسك عنه المحرم، حتى ينحر هديه. وفي رواية هشيم [عند أحمد (٦/٣٠)]: ثم يقيم فينا حلالا.

ولفظ شعبة عن إسماعيل [عند أحمد (٦/ ١٢٧)] عن مسروق قال: سألت عائشة عن الرجل يبعث بهديه، هل يمسك عما يمسك عنه المحرم؟ قال: فسمعت صوت يديها من وراء الحجاب، ثم قالت: قد كنت أفتل قلائد هدي رسول الله ، ثم يرسل بهن، ثم لا يحرم منه شيء.

ولفظ يعلى بن عبيد ويزيد بن هارون عن إسماعيل [عند الطحاوي]، وبمعناه لفظ يعلى عند الدارمي وأبي نعيم [الحداد]: قلت لعائشة: إن رجالا هاهنا يبعثون بالهدي إلى البيت، ويأمرون الذي يبعثون معه بمعلم لهم يقلدها ذلك اليوم، فلا يزالون محرمين حتى يحل الناس؟ فصفقت بيديها، فسمعت ذلك من وراء الحجاب، فقالت: سبحان الله، لقد كنت أفتل قلائد هدي رسول الله بيدي، فيبعث بها إلى الكعبة، ويقيم فينا لا يترك شيئا

<<  <  ج: ص:  >  >>