«إبراهيم، عنه»، يعني: عن الأسود عن عائشة، ولا يضره تفرده لشهرة الحديث، وكثرة طرقه عن إبراهيم، ثم عن الأسود، ثم عن عائشة. [وانظر: تقييد المهمل (٣/ ٨٤٢)، في التنبيه على وهم وقع في بعض نسخ صحيح مسلم، بإسقاط عبد الوارث من الإسناد.
٨ - ورواه محمد بن جعفر غندر: ثقة، ممن سمع من ابن أبي عروبة بعد الاختلاط، ومحمد بن إبراهيم بن أبي عدي بصري ثقة، ممن سمع من ابن أبي عروبة بعد الاختلاط، واستشهد الشيخان بروايته عن ابن أبي عروبة]:
حدثنا سعيد [بن أبي عروبة]، عن أبي معشر [زياد بن كليب][كوفي ثقة، من قدماء أصحاب إبراهيم، عن إبراهيم النخعي، عن الأسود بن يزيد أن عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ يبعث بالهدي، فنفتل لها قلائدها، ثم لا يمسك عن شيء مما يمسك عنه المحرم. لفظ غندر عند أحمد، والطبراني].
ولفظ ابن أبي عدي عند أبي يعلى قالت: كان النبي ﷺ يبعث بالهدي، ويفتل قلائدها، ثم لا يتقي ما يتقي المحرم.
أخرجه أحمد (٦/ ١٧١)، وأبو يعلى (٨/ ٢٦٥/ ٤٨٥٢)، والطبراني في الأوسط (٧/ ٢٥٢/ ٧٤٢٣). [الإتحاف (١٦/ ١٠٣٨/ ٢١٥٦٨)، المسند المصنف (٣٨/ ١٣٦/ ١٨٢٠٦)].
قال الطبراني:«لم يرو هذا الحديث عن أبي معشر إلا سعيد بن أبي عروبة».
ورواه عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي ثقة، سمع من ابن أبي عروبة قبل اختلاطه، وهو من أروى الناس عنه، روى له الشيخان من روايته عن ابن أبي عروبة، عن سعيد بن أبي عروبة، عن أبي معشر زياد بن كليب، عن النخعي،، عن عائشة ﵂، قالت أرى الأسود بينهما - قالت: كان رسول الله ﷺ يبعث بالبدن، فنفتل قلائدها، ولا يمسك عما يمسك عنه المحرم، وربما قالت: لا ينتهي عما ينتهي المحرم.
أخرجه سعيد بن أبي عروبة في المناسك (١٠٩).
قلت: هذه الرواية قد شذت بذكر البدن والمحفوظ في حديث إبراهيم عن الأسود عن عائشة الغنم، وذكر الأسود محفوظ في هذا الحديث، وإن ورد بصيغة الشك في رواية الأقدم سماعاً من ابن أبي عروبة، فقد حفظه من تأخر سماعه من ابن أبي عروبة، وجزم بإثبات الأسود في إسناده، فلعل ابن أبي عروبة لما حدث به ابن أبي عدي ومحمد بن جعفر كان متيقظاً، والله أعلم.
وسعيد بن أبي عروبة قد سمع من أبي معشر، وقال الإمام أحمد:«أروى الناس عن أبي معشر ابن أبي عروبة» [العلل ومعرفة الرجال (٥٢٤٨). مصنف ابن أبي شيبة (٥/ ٤٤٤/ ٢٧٨٣٥). مسند علي من تهذيب الآثار (٤٣٦)]، فلا يعل إذاً بتدليس ابن أبي عروبة، أو بعدم سماعه من أبي معشر [وانظر: المراسيل (٢٧٨). جامع التحصيل (١٨٢). تحفة التحصيل (١٢٥)] [راجع فضل الرحيم الودود، الحديث رقم (٣٣ و ٣٤)].