وبعد هذا التفصيل يتبين أن قول البزار والدارقطني: أشبه بالصواب من قول أبي حاتم، والله أعلم.
[راجع في هذا المعنى من الاختلاف على الأعمش: فضل الرحيم الودود (١٥/ ١٣٥٤/ ٣٦٩)].
* ورواه أسود بن عامر [شاذان: ثقة، وإسماعيل بن عمرو البجلي [ضعيف، صاحب غرائب ومناكير]]:
حدثنا شريك، عن الأعمش سليمان، عن مسلم بن صبيح، عن مسروق،، عن عائشة ﵂، قالت: أهدى إلى البيت غنما النبي ﷺ. لفظ شاذان [عند أحمد].
ولفظ إسماعيل بن عمرو [عند الطبراني]: أهدى رسول الله ﷺ غنما.
أخرجه أحمد (٦/ ١٠٩)، والطبراني في الأوسط (٧/ ٢٩٤/ ٧٥٣٥). وعلقه الدارقطني في العلل (١٥/ ٧١/ ٣٨٤٤). [الإتحاف (١٧/ ٥٤٢/ ٢٢٧٦٠)، والمسند المصنف (١٥/٣٨/١٨٢١٢)].
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن الأعمش عن أبي الضحى إلا شريك، ورواه الناس عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة».
وقال الدارقطني: «والمحفوظ: حديث الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة».
قلت: وهم فيه شريك بن عبد الله النخعي، وهو صدوق، سيئ الحفظ، وهذا من سوء حفظه للأسانيد، إنما يرويه جماعة الثقات الحفاظ الأثبات عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة.
* ورواه أصبغ بن الفرج [مصري، ثقة]: حدثنا حاتم [حاتم بن إسماعيل المدني: صدوق]، عن شريك، عن العلاء بن المسيب، عن عطاء،، عن عائشة ﵂، قالت: أهدى النبي ﷺ غنما إلى البيت.
أخرجه ابن المقرئ في المعجم (٣٠٩)، والدارقطني في الأفراد (٢/ ٤٣٨/ ٦١٠٣ - أطرافه).
قال الدارقطني: «تفرد به: شريك، عن العلاء بن المسيب، عن عطاء بن أبي رباح، وتفرد به: حاتم بن إسماعيل عن شريك عنه، ولم يروه عنه غير أصبع بن الفرج».
قلت: هذا حديث خطأ، ولعله من أوهام شريك، والله أعلم.
* وانظر بقية الأوهام على الأعمش، فيما علقه الدارقطني في العلل (١٥/ ٧١ / ٣٨٤٤)، وقال: «ولم يتابع عليه».
قال الدارقطني في العلل (١٥/ ٧١/ ٣٨٤٤): «يرويه الأعمش»، واختلف عنه؛
فرواه الثوري، وابن عيينة، وأبو معاوية، وحفص بن غياث، وابن فضيل، وأبو نعيم، ويعلى، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة.