سمعت يوسف بن عيسى، يقول: سمعت وكيعاً يقول حين روى هذا الحديث، فقال: لا تنظروا إلى قول أهل الرأي في هذا، فإن الإشعار سنة، وقولهم بدعة.
وسمعت أبا السائب يقول: كنا عند وكيع، فقال لرجل عنده ممن ينظر في الرأي: «أشعر رسول الله ﷺ، ويقول أبو حنيفة: هو مُثلَةٌ؟ قال الرجل: فإنه قد روي عن إبراهيم النخعي أنه قال: الإشعار مُثلة؟ قال: فرأيت وكيعاً غضب غضباً شديداً، وقال: أقول لك: قال رسول الله ﷺ، وتقول: قال إبراهيم، ما أحقك بأن تحبس، ثم لا تخرج حتى تنزع عن قولك هذا».
وقال ابن المنذر في الإشراف (٣/ ١٩٠): «ثبت أن رسول الله ﷺ قلد الهدي وأشعره، وممن رأى أن البدنة تُشعر: ابن عمر، والحسن البصري، والقاسم، وسالم، وعطاء، ومجاهد، ومالك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأبو ثور، ويعقوب، ومحمد. وأنكر يعقوب: الإشعار. وبالقول الأول أقول».
وقال أيضاً: «واختلفوا في إشعار البقر وتقليدها؛ فكان ابن عمر يقول: تشعر البقر في أسنمتها. وقال عطاء، والشافعي، وأبو ثور: البقر تقلد وتشعر.
وقال مالك: لا بأس أن تشعر إذا كان لها سنام، ولا تشعر التي لا سنام لها، وتقلد.
وروينا عن سعيد بن جبير، أنه قال: البقر تقلد، ولا تشعر.
قال أبو بكر: بالقول الأول أقول».
وقال أيضاً: «ثبت أن رسول الله ﷺ أشعر جانب السنام الأيمن.
واختلفوا في الشق الذي منه تشعر البدنة، فقالت طائفة: تشعر من الجانب الأيمن، كان ابن عمر يفعل ذلك، وبه قال: الشافعي، وأحمد، وأبو ثور.
وقال إسحاق مرة كقول أحمد، ومرة قال: من أي الجانبين شاء. وقال مالك: تشعر من الجانب الأيسر، ولا أرى بأساً بالأيمن. وقال سالم بن عبد الله: من شقه الأيسر. وقال مجاهد: من حيث شاء. وبالقول الأول أقول».
وقال ابن المنذر في الإقناع (١/ ٢٠٨): «هكذا يفعل في الإشعار والتقليد، ولا يكون المرء بالتقليد محرماً حتى يحرم، وتشعر البقر في أسنمتها، فإن لم تكن لها أسنمة ففي موضع السنام، ويجلل بدنه ولا يشقُّ الجلال، ثم يفرق الجلال على المساكين، إذا نحر البدن يوم النحر».
وقال ابن المنذر أيضاً في الإشراف (٣/ ١٨٨): «ثبت أن رسول الله ﷺ قلد الهدي نعلين وبه قال ابن عمر، والشافعي، وقال مالك والزهري والشافعي: إن النعل الواحدة تجزئ».
وقال ابن المنذر في الأوسط (٦/ ٣٢٤): «ومن ذلك: أنه سنَّ إشعار البدن قبل حجة الوداع بأعوام، وفعل ذلك في حجة الوداع، وقد خالف فعل النبي ﷺ» من زعم أن الإشعار
