للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أصنع بما أبدع علي منها، قال: «انحرها، ثم اصبغ نعليها في دمها، ثم اجعله على صفحتها، ولا تأكل منها أنت ولا أحد من أهل رفقتك».

ورواه إسماعيل ابن علية، عن أبي التياح، عن موسى بن سلمة، عن ابن عباس ؛ أن النبي بعث بثمان عشرة بدنة مع رجل، فأمره فيها بأمره، فانطلق ثم رجع إليه، فقال: أرأيت إن أزحف علي منها شيء؟ قال: «انحرها، ثم اصبغ نعلها في دمها، ثم اجعلها على صفحتها، ولا تأكل منها أنت ولا أحد من أهل رفقتها».

أخرجه مسلم (١٣٢٥)، وأبو داود (١٧٦٣)، ويأتي تخريجه بطرقه وشواهده في موضعه قريبا إن شاء الله تعالى، في باب: «الهدي إذا عطب قبل أن يبلغ».

وموضع الاستدلال منه لإيراده في هذا الباب هو كون السنة: تقليد الهدي بنعلين؛ فإذا عطب نحره، وصبغه بدمه بالنعلين.

الله أقوال بعض الأئمة في فقه حديث ابن عباس، في الإشعار:

هـ قال الشافعي: «والاختيار في الهدي أن يتركه صاحبه مستقبل القبلة ثم يقلده نعلين، ثم يشعره في الشق الأيمن، والإشعار: أن يضرب بحديدة في سنام البعير وسنام البقرة؛ حتى يدمي، قال: ويذكر اسم الله على الإشعار». [معرفة السنن (٧/ ٥١٥)].

وقال الشافعي في الأم (٨/ ٢٤١): «وكان أبو حنيفة رحمه الله تعالى يقول: لا تشعر البدن، ويقول: الإشعار مثلة. وكان ابن أبي ليلى يقول: الإشعار في السنام من الجانب الأيسر، وبه يأخذ.

وتشعر البدن في أسنمتها، والبقر في أسنمتها، أو مواضع الأسنمة، ولا تشعر الغنم، والإشعار في الصفحة اليمنى، وكذلك أشعر رسول الله ، وروي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، عن النبي أنه أشعر في الشق الأيمن، وبذلك تركنا قول من قال: لا يشعر إلا في الشق الأيسر، وقد روي أن ابن عمر أشعر في الشق الأيسر».

وقال البيهقي في المعرفة: «وإنما يقول الشافعي بما روي في ذلك عن النبي ، قال الشافعي في القديم: ويتصدق بالنعال وجلال البدن، وذكره عن ابن عمر».

يعني: أن الشافعي أخذ في الإشعار بالثابت عن النبي ؛ أنه أشعر في صفحة سنامها الأيمن، فيما رواه عنه ابن عباس، ولم يأخذ بفعل ابن عمر؛ إذ لا قول لأحد بعد رسول الله ، وبه أمرنا أن نقتدي ونتأسى ونهتدي.

وقال إسحاق بن منصور الكوسج في مسائله لأحمد وإسحاق (١٥٤٨): «قلت: من أين يشعر البدن؟ قال: صفحة سنامه الأيمن حديث أبي حسان عن ابن عباس ، قال إسحاق: كما قال».

وقال الترمذي: «حديث ابن عباس»: حديث حسن صحيح. وأبو حسان الأعرج: اسمه مسلم. والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي وغيرهم، يرون الإشعار، وهو قول: الثوري، والشافعي، وأحمد، وإسحاق.

<<  <  ج: ص:  >  >>