وهذا الحديث مداره على خُصَيْف بن عبد الرحمن الجَزَري، وقد اختلف الثقات عليه في إسناده ومتنه اختلافاً كثيراً.
وهذا اضطراب من خُصَيْف نفسه، مما يدل على سوء حفظه، وقلة ضبطه، وخصيف: سيئ الحفظ، ليس بالقوي، قال فيه أحمد: «شديد الاضطراب في المسند» [التهذيب (١/ ٥٤٣). الميزان (١/ ٦٥٣)].
والحاصل: فإن هذا الحديث: حديث ضعيف، تفرد به عن سعيد بن جبير دون بقية أصحابه الثقات على كثرتهم: خصيف بن عبد الرحمن الجزري، وهو: ليس بالقوي، سيئ الحفظ، ينفرد عن الثقات بما لا يتابع عليه.
ج - عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس:
يرويه: محمد بن إسحاق الصغاني [ثقة ثبت حافظ]: ثنا أحمد بن أبي الطيب [هو: أحمد بن سليمان المروزي، من شيوخ البخاري، روى له في الصحيح حديثاً واحداً متابعة (٣٦٦٠ و ٣٨٥٧) في فضائل أبي بكر، وقد ضعفه أبو حاتم، وقد وثق. التهذيب (١/ ١١٢ - ط دار البر)]، قال: قرئ على أبي بكر بن عياش [ثقة، صحيح الكتاب، وقرئ عليه هذا الحديث من كتاب] وأنا أنظر في هذا الكتاب فأقر به: عن يعقوب بن عطاء، عن أبيه، عن ابن عباس ﵄، قال: اغتسل رسول الله ﷺ ثم لبس ثيابه، فلما أتى ذا الحليفة صلى ركعتين، ثم قعد على بعيره، فلما استوى به على البيداء أحرم بالحج.
أخرجه الدارقطني (٣/ ٢٢٣/ ٢٤٣٢)، والحاكم (١/ ٤٤٧) (٢/ ٣٦٩/ ١٦٥٥ - ط الميمان)، والبيهقي (٥/٣٣)، وابن الجوزي في التحقيق (١٢١٧ م). [الإتحاف (٧/ ٤٤٢/ ٨١٧١)].
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، فإن يعقوب بن عطاء بن أبي رباح ممن جمع أئمة الإسلام حديثه، ولم يخرجاه».
وقال البيهقي: «يعقوب بن عطاء: غير قوي».
قلت: وهذا حديث غريب جداً من حديث عطاء بن أبي رباح؛ يعقوب بن عطاء: ضعيف، له غرائب ومناكير [التهذيب (٤/ ٤٤٥)]، ولا يُعرف من حديث أبي بكر بن عياش إلا من هذا الوجه؛ فهو غريب جداً.
• ورواه محمد بن الحسن بن زبالة، عن محمد بن عبد الرحمن بن هشام المخزومي الأوقص، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس؛ أن رسول الله ﷺ أهل في مصلاه. أخرجه العقيلي في الضعفاء (٤/ ٩٧) (٣/ ٥٠٥/ ١٥٩٦ - ط التأصيل)، بإسناد فيه جهالة إلى ابن زبالة.
أخرجه العقيلي في ترجمة الأوقص، وقال: «كان قاضي المدينة، يخالف في حديثه»، ثم أعله بحديث عثمان بن الهيثم عن ابن جريج مرسلاً.
قلت: هذا حديث باطل، محمد بن عبد الرحمن بن هشام المخزومي الأوقص: