للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الحج والعمرة، فإن الله تعالى أنزله في كتابه، وسَنَّهُ نبيه ، وأباحه للناس غير أهل مكة، قال الله: ﴿ذَلِكَ لِمَنْ لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾، وأشهر الحج التي ذكر الله تعالى في كتابه: شوال وذو القعدة وذو الحجة، فمن تمتع في هذه الأشهر فعليه دم أو صوم، والرفث: الجماع، والفسوق: المعاصي، والجدال: المراء.

أخرجه البخاري (١٥٧٢). ومن طريقه ابن حزم في حجة الوداع (٣٧٦). والبيهقي (٥/٢٣). [التحفة (٦١٥٤). المسند المصنف (١٢/ ١٩١/ ٥٨٢٥)].

وقد رواه القاسم بن زكريا المطرز فوهم فيه، وقال: عثمان بن سعد، بدل: عثمان بن غياث.

رواه عنه: أبو بكر الإسماعيلي، ومن طريقه: البيهقي (٥/٢٣). وابن حجر في التغليق (٣/ ٦٢ - ٦٣).

ومن طريق القاسم رواه أيضاً: أبو نعيم في مستخرجه على الجامع الصحيح، ومن طريقه ابن حجر في التغليق (٣/ ٦٣).

قال الإسماعيلي وأبو نعيم: «كذا قال المطرز: عثمان بن سعد».

قال ابن حجر في التغليق: «وقد وهم القاسم بن زكريا المطرز في تسمية والد عثمان بن غياث سعداً؛ فقد ذكر البخاري في التاريخ الكبير عثمان بن غياث، فقال: سمع عكرمة، سمع منه يحيى القطان، قلت وروى عنه أيضاً: شعبة وابن المبارك وجماعة، وثقة أحمد ويحيى بن معين والنسائي وغيرهم، وأما عثمان بن سعد وإن كان روى أيضاً عن عكرمة؛ فقد تكلم فيه، ولا نعلم لأبي معشر يوسف بن يزيد البراء عنه رواية، ويجوز أن يكون لعثمان بن غياث جد يقال له سعد، نسب إليه، والله أعلم».

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «وقد روى البخاري تعليقاً عن ابن عباس مثل حديث عائشة، وفيه أيضا علة» [المجموع (٢٦/٤١)].

قلت: أبو كامل فضيل بن حسين البصري من شيوخ البخاري، وقوله في الحديث: «وقال أبو كامل» لا يلزم منه التعليق، فإن البخاري يفعل هذا أحياناً فيما يرويه عن شيوخه الذين سمع منهم، وقد احتج به البخاري في الباب.

وأما العلة التي أشار إليها، فليست بعلة، وإنما وهم من القاسم المطرز، كما أشار إلى ذلك الإسماعيلي وأبو نعيم، فهو حديث صحيح، احتج به البخاري، والله أعلم.

قال الحميدي في الجمع بين الصحيحين (٢/ ١١٢/ ١١٧٣): «قال أبو مسعود: وهذا حديث عزيز لم أره إلا عند مسلم بن الحجاج، ولم يخرجه مسلم في صحيحه من أجل عكرمة، وعندي أن البخاري أخذه عن مسلم والله أعلم، قال البرقاني: حدث به ابن أبي حاتم عن مسلم».

قال النووي في المجموع (٧/ ١٤١): يحتمل ما قاله أبو مسعود، ويحتمل أن البخاري أخذه من أبي كامل بلا واسطة، قال العلماء والبخاري يستعمل هذه العبارة فيما

<<  <  ج: ص:  >  >>