للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عنه من رِوَايَتِهِ عن أحمد بن صالح، وهو: مجهول الحال: ثنا أحمد بن صالح [ثقة حافظ]: حدثني عنبسة بن خالد، عن يونس بن يزيد [الأيلي: ثقة من أصحاب الزهري المكثرين عنه، من الطبقة الأولى]، عن ابن شهاب؛ أن كريباً حدثه، عن ابن عباس؛ أن النبي حين أمر الناس أن يحلوا بعمرة في حجة الوداع، إن الرجل كان يأتي فيقول: يا رسول الله! إنه الحج! فيقول رسول الله : «إنها ليست بحجة، إنما هي عمرة».

أخرجه الطبراني في الكبير (١١/ ٣٣٠/ ١٢١٨٧).

قلت: هو حديث غريب من حديث أحمد بن صالح المصري الحافظ المشهور، فقد روى عنه جمع كبير من الثقات والحفاظ والمصنفين، منهم: البخاري، وأبو داود، وصالح بن محمد البغدادي الحافظ المعروف بجزرة، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وإسماعيل بن عبد الله الأصبهاني سمويه، وأبو بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني وهو آخر من حدث عنه، وعمرو بن محمد بن بكير الناقد وهو من أقرانه، ومحمد بن عبد الله بن نمير الهمداني وهو من أقرانه، وأبو موسى محمد بن المثنى وهو من أقرانه، ومحمد بن مسلم بن وارة الرازي، وأبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي، وعثمان بن سعيد الدارمي، ويعقوب بن سفيان الفارسي، وعلي بن الحسين بن الجنيد الرازي، وعمر بن عبد العزيز بن عمران بن أيوب بن مقلاص الخزاعي المصري، وأبو الأحوص محمد بن الهيثم بن حماد قاضي عكبرا، ومحمود بن غيلان المروزي وهو من أقرانه، وموسى بن سهل الرملي.

ولم يصل إلينا من حديث أحمد بن صالح المصري إلا من هذين الوجهين الغريبين. قلت: ولا يثبت هذا من حديث يونس عن الزهري، وإنما اشتهر حديث ابن إسحاق عن الزهري، وقد أعرض أصحاب الصحاح والسنن والمسانيد عن حديث يونس لغرابته. فقد تفرد به عن يونس بن يزيد الأيلي دون بقية أصحابه الثقات: عنبسة بن خالد الأيلي، وهو: صدوق، أنكرت عليه أحاديث تفرد بها عن عمه يونس [التهذيب (٣/ ٣٣٠). علل الحديث لابن أبي حاتم (١/ ٤٦٠)].

• وروى أبو كامل فضيل بن حسين البصري: حدثنا أبو معشر البراء: حدثنا عثمان بن غياث، عن عكرمة، عن ابن عباس ، أنه سئل عن متعة الحج، فقال: أهل المهاجرون والأنصار وأزواج النبي في حجة الوداع، وأهللنا، فلما قدمنا مكة، قال رسول الله : «اجعلوا إهلالكم بالحج عمرةً، إلا من قلد الهدي»، فطفنا بالبيت، وبالصفا والمروة، وأتينا النساء، ولبسنا الثياب، وقال: «من قلد الهدي فإنه لا يحل له حتى يبلغ الهدي محله»، ثم أمرنا عشية التروية أن نهل بالحج، فإذا فرغنا من المناسك، جئنا فطفنا بالبيت، وبالصفا والمروة.

فقد تم حجنا وعلينا الهدي، كما قال الله تعالى: ﴿فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ﴾: إلى أمصاركم، الشاة تجزي، فجمعوا نسكين في عام بين

<<  <  ج: ص:  >  >>