لم يكن معه الهدي أن يطوف بالبيت ويحل بعمرة، فجعل الرجل منهم يقول: يا رسول الله إنما هو الحج، فيقول رسول الله ﷺ:«إنه ليس بالحج، ولكنها عمرة».
أخرجه أحمد (١/ ٢٦٠/ ٢٣٦٠). والطبراني في الكبير (١١/ ٣٢٢/ ١٢١٥٧). [المسند المصنف (١٢/ ١٩٠/ ٥٨٢٤)].
رواه عن محمد بن إسحاق: إبراهيم بن سعد [ثقة حجة، أثبت الناس في ابن إسحاق]، وموسى بن أعين [جزري، ثقة].
وهذا إسناد جيد.
• ورواه سليمان بن عبد الرحمن: حدثنا عبد الرحمن بن بشر، عن محمد بن إسحاق: أخبرني ابن شهاب، عن كريب، عن ابن عباس؛ أن رجلا كان يقول للنبي ﷺ: إنما أهللت بالحج؟ قال:«إنما هي عمرة».
أخرجه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (١/ ٤١٧).
وهذا إسناد لا بأس به في المتابعات.
قلت: عبد الرحمن بن بشير: تحرف في المطبوعة إلى: عبد الرحمن بن بشر، وهو تحريف، وعبد الرحمن بن بشير الشيباني الدمشقي: سمع محمد بن إسحاق، وحدث عنه بغير حديث منكر، لكنه قد توبع على هذا الحديث، ولم يأت فيه بما ينكر، قال أبو حاتم:«منكر الحديث، يروي عن ابن إسحاق غير حديث منكر»، وضعف له حديثا في العلل، وقال صالح جزرة:«لا يدرى من هو، ولا يعرف»، ووثقه دحيم، وذكره ابن حبان في الثقات [التاريخ الكبير (٥/ ٢٦٣). علل الترمذي الكبير (٥٠٣). الجرح والتعديل (٥/ ٢١٥). علل ابن أبي حاتم (١٧١٧). الثقات (٨/ ٣٧٣). تالي تلخيص المتشابه (٢/ ٥٥٢/ ٣٣٦). تاريخ الإسلام (٤/ ٩٠٤). الميزان (٢/ ٥٥٠). اللسان (٥/ ٩٠). الثقات لابن قطلوبغا (٦/ ٢٣٣)].
وسليمان بن عبد الرحمن هذا: هو ابن بنت شرحبيل: صدوق، له مناكير، مكثر من الرواية عن الضعفاء والمجهولين، وعامة روايته عن الشاميين.
• وقال ابن حزم: حدثنا أحمد بن عمر بن أنس [أحمد بن عمر بن أنس بن دلهاث بن أنس العذري أبو العباس المري، يعرف بابن الدلائي، قال ابن بشكوال:«كان معتنيا بالحديث ونقله، وروايته وضبطه، مع ثقته وجلالة قدره، وعلو إسناده»، وقال الذهبي:«كان معنيا بالحديث، ثقة مشهورا، عالي الإسناد، ألحق الأصاغر بالأكابر»، وقال في السير:«الإمام الحافظ، المحدث الثقة»، وقد حدث عنه جماعة، منهم: ابن حزم وابن عبد البر. جذوة المقتبس (٢٣٧). الصلة لابن بشكوال (٦٩). السير (١٨/ ٥٦٧). تاريخ الإسلام (١٠/ ٤١٧). الثقات لابن قطلوبغا (١/ ٤٣٩)]: حدثنا عبد الله بن حسين بن عقال [شيخ لأحمد بن عمر العذري، قيل في نسبته: المرادي، وقيل: الصقلي، وقيل: القرينشي، مجهول الحال، روى عنه العذري نسخا بهذا الإسناد، روى له ابن حزم]: