قال فيه ابن معين مرة:«ليس بذاك القوي» [انظر: التهذيب (٤/ ١٠٢)(١٣/ ٥٣ - ط دار البر)، وغيره]، وقد تقدم له معنا في الفضل أوهام على أبيه لا تحتمل، خالف فيها ثقات أصحاب أبيه [انظر: فضل الرحيم الدود (٦/ ٥٤٩/ ٢٧٠) و (٨/٣٤/٧٠٣) و (٨/٣٨/٧٠٤) و (٨/ ٧٤٥/ ٢٧١) و (١٢/ ١١٧٧/ ٣٣٩) و (١٥/ ١٣٤٥/ ٣٠٧) و (١٦/ ١٣٧٢/ ١٠٧) و (١٧/ ٥٢١/ ١٤٥٣)] [وانظر فيما يحتمل من أفراده: فضل الرحيم الودود (١٩/١٢/١١٠٨)].
فكيف يقبل سلوك الجادة بهذه الأسانيد التي لم تشتهر، وقد أنكرها بعض الأئمة النقاد، مثل البزار والدارقطني، وقد جاءت بما يخالف كبار الأئمة الحفاظ، مما رواه: شعبة [وهو أمير المؤمنين في الحديث]، وهشام الدستوائي [وعنه: وكيع بن الجراح، وإسماعيل بن علية، وأبو داود الطيالسي، وروح بن عبادة، ووهب بن جرير، ومعاذ بن هشام في المحفوظ عنه]، وهمام بن يحيى، وتابعهم على ذلك: سعيد بن بشير، ومجاعة بن الزبير، وطلحة بن عبد الرحمن المؤدب:
فرووه جميعاً: عن قتادة، عن أبي حسان الأعرج، عن ابن عباس.
وهو الصواب، والله أعلم.
• ورواه عبد الوهاب بن عطاء الخفاف [ثقة، مكثر عن ابن أبي عروبة، ممن سمع من ابن أبي عروبة قبل الاختلاط وبعده، فلم يميز بينهما] [وعنه: يحيى بن أبي طالب، وهو: يحيى بن جعفر بن الزبرقان: وثقه الدارقطني وغيره، وتكلم فيه جماعة. اللسان (٨/ ٤٢٣ و ٤٥٢). تاريخ بغداد (١٤/ ٢٢٠). السير (١٢/ ٦١٩)]، ومحمد بن سواء [ثقة، قديم السماع، قرنه أحمد بروح بن عبادة، وروح: ثقة، سمع من ابن أبي عروبة قبل الاختلاط، وأخرج له البخاري ومسلم عن ابن أبي عروبة متابعة مقروناً بأصحاب سعيد. التهذيب (١/ ٦١٤). صحيح البخاري (٣٦٨٦). صحيح مسلم (١٤٠٩). تقدم تفصيل القول فيه في فضل الرحيم الودود (٧/ ٣٧٨/ ٦٧١)]:
ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن مطر [مطر بن طهمان الوراق: صالح الحديث، ضعيف في عطاء خاصة]، عن قتادة، عن أبي حسان الأعرج، عن ابن عباس ﵄، قال: قدم رسول الله ﷺ ذا الحليفة، وأشعر الهدي من جانب السنام الأيمن، وأماط عنه الدم، وقلده نعلين، ثم ركب ناقته، فلما استوت به البيداء أحرم، وأحرم عند الظهر، وأهل بحج. لفظ ابن سواء.
ولفظ عبد الوهاب: سئل سعيد - يعني: ابن أبي عروبة -، عن الرجل إذا أراد أن يحرم في مصلاه وإذا استوت به راحلته؟ فأخبرنا عن مطر، عن قتادة، عن أبي حسان الأعرج، عن ابن عباس: أن النبي ﷺ أحرم بذي الحليفة، إذا استوت به راحلته البيداء، أحرم عند الظهر، وأهل بحج.
أخرجه موسى بن هارون الحمال في الخامس من فوائده (٢٨)، والبيهقي (٥/٣٩).
قلت: هو حديث صحيح، فقد توبع عليه مطر الوراق، ولم يخالف في روايته أصحاب قتادة: شعبة، وهشاماً الدستوائي، وهماماً.