للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

• ثم وجدت أنه قد توبع:

فقد رواه إبراهيم بن محمد بن عرعرة، قال: دفع إلينا معاذ بن هشام كتابا، وقال: سمعته من أبي، فكان فيه عن قتادة، عن أنس؛ أن النبي أحرم في حجته في إحدى صلاتي العشي. وقال مرة: أحرم دبر إحدى صلاتي العشي.

أخرجه الطبراني في الأوسط (٣/ ١٧٠/ ٢٨٢٩) و (٥/ ٣٢٨/ ٥٤٥١). والخطيب في الكفاية (٣٣١). والضياء في المختارة (٧/ ١١٩/ ٢٥٤٥).

قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا هشام، ولا عن هشام إلا معاذ في كتابه».

قلت: إبراهيم بن محمد بن عرعرة بن البرند: ثقة مشهور، لكن أنكر أحمد دعوى من ادعى أنه سمع حديث: كان يزور البيت كل ليلة، من معاذ بن هشام، قال أحمد: كتبوه من كتب معاذ بن هشام، لم يسمعوه، قال الأثرم ها هنا إنسان يزعم أنه سمعه من معاذ، فأنكر ذلك، قال: من هو؟ قلت: إبراهيم بن عرعرة، فتغير وجهه، ونفض يده، وقال: «كذب وزور، ما سمعوه منه، قال فلان: كتبناه من كتابه، سبحان الله»، واستعظم ذلك، وقد استغربه أيضا علي بن المديني [انظر: التهذيب (١/ ٤٠٧ - ط دار البر)].

• ورواه أبو الفضل العباس بن الفضل بن يونس الأسفاطي [وهو: العباس بن الفضل بن بشر أبو الفضل الأسفاطي البصري: قال الدارقطني: «صدوق»، وقال الذهبي والصفدي: «كان صدوقا حسن الحديث». سؤالات الحاكم (١٤٣). تاريخ دمشق (٢٦/ ٣٩٠). تكملة الإكمال (١/ ١٨٨). تاريخ الإسلام (٦/ ٧٦١). الوافي بالوفيات (١٦/ ٣٧٦) قال: حدثنا علي بن عبد الله المديني، قال: كتبت من كتب معاذ بن هشام - ولم أسمعه منه -، عن أبيه، عن قتادة، عن أنس؛ أن النبي أحرم في دبر إحدى صلاتي العشي.

أخرجه ابن المقرئ في المعجم (٥٢٤). وأبو الحسن الخلعي في السابع من فوائد «الخلعيات» (٤٧).

والحاصل: فإن هذا الحديث لم يسمع من معاذ بن هشام، إنما أخذوه من كتابه، إلا فيما رواه عبد الله بن محمد بن الحجاج الصواف، وقد استنكره بعضهم عليه، وذهب البزار والدارقطني إلى أن الصواف هذا: قد تفرد بهذا الحديث عن معاذ بن هشام، وقال فيه: عن أبيه، عن قتادة، عن أنس، وإنما رواه الثقات الأثبات عن معاذ بن هشام عن أبيه، فقالوا: عن قتادة، عن أبي حسان الأعرج، عن ابن عباس ، وهذا هو المحفوظ في إسناد هذا الحديث، ومن قال فيه عن قتادة عن أنس؛ فقد وهم، وقول البزار والدارقطني هو الصواب، ورواية ابن عرعرة وابن المديني: لم تشتهر حتى خفيت عليهما، ثم إن كلام أحمد يدل على أنه لم يكن يحتج بما تفرد به معاذ من كتاب أبيه، ولم يسمع منه، لاسيما مع وجود المخالفة، وقد كان معاذ بن هشام: يغلط في الشيء بعد الشيء مع صدقه، وقد

<<  <  ج: ص:  >  >>