وقال أبو القاسم البغوي في الجعديات (٩٧٧): حدثنا أحمد بن إبراهيم: حدثنا أبو داود، عن شعبة، قال: حَدَّثت سفيان، عن قتادة، عن أبي حسان، عن ابن عباس ﵄، أن النبي ﷺ، يعني: أهل؛ فقال سفيان: وكان في الدنيا مثل قتادة؟!
• وروى محمد بن ثعلبة [صدوق]: حدثني عمي محمد بن سواء [ثقة]: حدثنا شعبة، قال: حدثت سفيان بحديث قتادة، عن أبي حسان، عن ابن عباس؛ أن رسول الله ﷺ لما قلد الهدي، أشعره من جانب السنام الأيمن؛ فقال سفيان: وكان في الدنيا مثل قتادة؟!
أخرجه موسى بن هارون الحمال في الخامس من فوائده (٣١)، وأبو الحسين بن بشران في الفوائد (ق ٢٨٥/ ب) (٥٤).
قال البزار: «وهذا الفعل لا نعلم أحداً رواه عن النبي ﷺ إلا ابن عباس، ولا نعلم له عن ابن عباس طريقاً إلا هذا الطريق».
قلت: تابعه على أصله: المسور بن مخرمة، وقد أخرجه البخاري، وسيأتي ذكره بعد هذا، وقد نبه على ذلك الترمذي.
• قال ابن خزيمة (٤/ ١٦٧): «هذه اللفظة التي في خبر محمد بن جعفر: وأشعر بدنته، من الجنس الذي بينته في غير موضع من كتبنا؛ أن العرب تضيف الفعل إلى الأمر كإضافتها إلى الفاعل، فقوله: وأشعر بدنته؛ يريد أن النبي ﷺ أمر بإشعارها؛ لأن في خبر يحيى القطان وأمر ببدنه أن تشعر؛ دلالة على أن النبي ﷺ أمر بإشعارها؛ لا أنه تولى ذلك بنفسه، وقد يحتمل أن يكون أشعر بعض بدنه بيده وأمر غيره بإشعار بقيتها، فمن قال في الخبر: أمر ببدنه أن تشعر؛ أراد بعضها، ومن قال: أشعر بدنته؛ أراد بعضها لا كلها، فالأخبار متصادقة لا متكاذبة على ما يتوهم أهل الجهل».
وقال الطوسي في مختصر الأحكام (٤/ ١٥٩): «قال محمد بن هشام في حديثه [أي: عن هشيم]: قال: قال أصحابنا عن قتادة ولم يذكر شعبة.
وحديث ابن عباس يقال: حسن صحيح، وأبو حسان الأعرج اسمه مسلم.
والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي ﷺ وغيرهم يرون الإشعار، وهو قول الثوري والشافعي وأحمد وإسحاق، وحكي عن وكيع أنه قال: لا تنظروا إلى قول أهل الرأي في هذا؛ فإن الإشعار سنة وقولهم بدعة».
قلت: قد اتصل حديث هشيم عن شعبة، فقد رواه الإمام الجهبذ الثقة الحجة: أحمد بن حنبل في مسنده (١/ ١٨٥٥/ ٢١٦)، فقال: حدثنا هشيم: أخبرنا أصحابنا منهم شعبة، عن قتادة، عن أبي حسان، عن ابن عباس؛ وقال سعيد بن منصور [الثقة الحافظ]، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي [الثقة الحافظ]، ومعلى بن منصور الرازي [ثقة]، قالوا: حدثنا هشيم، قال: حدثنا شعبة به عند أبي علي الطوسي، وأبي عوانة، وابن الأعرابي، فزال الإشكال، والحمد لله.
• قلت: قد روى هذا الحديث عن هشيم باللفظ السابق ذكره: أحمد بن حنبل،