«أنهر الدّم بما شئت، ما لم يكن سنّ أو ظُفر، فإن السن: عظم، وإن الظفر: مدى الحبشة». لفظ عبد الوارث [عند الطبراني].
ولفظ سعيد بن زيد [عند أبي القاسم البغوي]: قال ليث: قدم علينا الكوفة رفاعة بن رافع بن خديج، فحدث عن جده أنهم اقتسموا غنائم بذي الحليفة، فند منها بعير، فاتبعه رجل من المسلمين على فرسة في عنقه السيف، وفي يده الرمح فإما طعنه برمحه، وإما عقره بسيفه، ثم أخبر به النبي ﷺ فقال: «إن لهذه الإبل أوابد كأوابد الوحش، فإذا ند منها شيء؛ فافعلوا به هكذا»، فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله أنذبح بالليط وشق العصا وبالحجر؟ فقال: «أنهر الدم بما شئت، إلا السن والظفر، فإن السن عظم، وإن الظفر مدى الحبشة».
أخرجه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (٢/ ٣١٨/ ٩٠٨)، والطبراني (٤/ ٤٣٩٥/ ٢٧٣)
قال أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (٢/ ٣١٩): «وروى هذا الحديث حماد بن سلمة، عن ليث بن أبي سليم، عن عباية بن رفاعة بن رافع، عن جده رافع بن خديج، وهو الصواب».
• ورواه حجاج بن منهال [ثقة فاضل، من أصحاب حماد بن سلمة]، وعبيد الله بن محمد بن حفص العيشي [ثقة جواد مكثر عن حماد بن سلمة]:
حدثنا حماد بن سلمة [ثقة]، عن ليث بن أبي سليم، عن عباية بن رفاعة بن رافع، عن جده رافع بن خديج؛ أن رسول الله ﷺ قسم مغنماً بذي الحليفة، فند بعير، فتبعه رجل من المسلمين، فضربه بسيف أو طعنه برمح، فقتله، فقال رسول الله ﷺ: «إن لهذه الإبل أوابد كأوابد الوحش، فما ندّ منها، فاصنعوا به هكذا». لفظ حجاج [عند الجصاص].
ولفظ العيشي [عند البغوي (١٠١٨)]: أن رسول الله ﷺ قسم مغنماً بذي الحليفة، فأعطى من الغنم يومئذ عشرين شاة، والقدور تفور، قبل أن يقسم المغنم، فأمر بها رسول الله ﷺ فأكفيت.
أخرجه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (٢/ ٣١٩/ ٩٠٩) و (٢/ ٣٨٤/ ١٠١٨)، وأبو بكر الجصاص في شرح مختصر الطحاوي (٧/ ٢٧١).
قلت: هذا من تخليط ليث بن أبي سليم واضطرابه في الأسانيد والمتون، والعمدة على ما رواه الثقات الحفاظ من حديث: سعيد بن مسروق، عن عباية بن رفاعة بن رافع، عن جده رافع بن خديج، باللفظ المحفوظ، والله أعلم.
• تنبيه: وقع عند أبي القاسم البغوي في الموضع الثاني: عن ليث بن أبي سليم عن عبد الله بن رفاعة عن جده رافع بن خديج، فتحرف: عباية، إلى عبد الله، وهو على الصواب في الموضع الأول بنفس الإسناد، غير أنه لم يسق لفظه.
قال ابن حجر في الإصابة (٣/ ١٩٨): وروى البغوي من طريق سعيد بن زيد،