للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، ومسلم بن الحجاج، وأبو عيسى الترمذي، وأبو محمد عبد الغني بن سعيد، وأبو القاسم ابن عساكر، وغيرهم.

أما أحمد بن حنبل؛ فذكر الأثرم أبو بكر بن محمد بن هاني عنه؛ أنه قيل له: إنهم يختلفون في حديث رافع؟ فقال: هذا سفيان وشعبة، قيل له: سمع عباية من رافع؟ فقال: نعم. قال الأثرم: معنى هذا أن هذا الحديث رواه سفيان وشعبة، عن سعيد بن مسروق، عن عباية بن رفاعة، عن رافع بن خديج، ورواه غيرهما؛ فقال: عن عباية، عن أبيه، عن رافع بن خديج، وقد وافق سفيان وشعبة أيضاً غيرهما. قلت لأبي عبد الله: في حديث الحمى سماع من رافع؟ فقال: نعم؛ فيه، قال: حدثني رافع.

وأما أبو بكر بن أبي شيبة؛ فقال ابن وضاح وبقي بن مخلد: قال أبو بكر ابن أبي شيبة: لم يقل أحد: عن أبيه؛ غير أبي الأحوص، وقع له ذكره ذلك في المسند.

وأما أبو عيسى الترمذي فإنه ذكر رواية أبي الأحوص كما تقدم، ثم ذكر رواية سفيان كما تقدمت، ثم قال: نحوه، ولم يذكر فيه عباية عن أبيه، وهذا أصح، وعباية قد سمع من رافع.

وأما مسلم بن الحجاج: فإنه ذكر في صحيحه رواية سفيان وعمر؛ ابني سعيد بن مسروق عن أبيهما، ورواية شعبة، وزائدة، وإسماعيل بن مسلم؛ كلهم: عن سعيد بن مسروق، عن عباية، عن جده، ولم يذكر رواية أبي الأحوص؛ فدل ذلك على أنها عنده خطأ.

وأما عبد الغني بن سعيد: فإنه قال: أخطأ أبو الأحوص في هذا، حيث قال: عن أبيه عن جده.

وأما ابن عساكر؛ فإنه قال في الأطراف: لم يقل: عن أبيه؛ إلا أبو الأحوص، وقال في موضع آخر منه كلهم يقول: عن عباية عن رافع، إلا أبا الأحوص؛ فإنه قال: عن عباية، عن أبيه، عن جده، وأخطأ.

قال م: هذه أقوال هؤلاء الأئمة في هذه الرواية، وهو الصحيح إن شاء الله.

الثالث: اقتصاره في ذكر سماع عباية بن رفاعة عن جده على ما ذكره الترمذي من ذلك، بحيث أفهم أنه لم يقله غيره، وقد قاله من قبله أحمد بن حنبل كما تقدم ذكرنا له آنفاً، وقاله البخاري، وأبو حاتم الرازي، فإنهما ذكراه في تاريخيهما، وقالا: سمع جده رافع بن خديج [انظر: التاريخ الكبير (٧/ ٧٣). الجرح والتعديل (٧/٢٩) وفي كتاب مسلم في حديث: «الحمى من فور جهنم فأبردوها بالماء»، من طريق عباية بن رفاعة: حدثني رافع بن خديج، فاعلم ذلك [صحيح البخاري (٣٢٦٢). صحيح مسلم (٢٢١٢)].

الرابع: أنه ذكر رواية أبي الأحوص من طريق الترمذي، وأغفلها عند البخاري؛ فكان في ذلك إبعاد نجعة؛ قال البخاري في باب: إذا أصاب قوم غنيمة - من كتاب الذبائح -: نا مسدد؛ قال: نا أبو الأحوص؛ قال: نا سعيد بن مسروق، عن عباية بن

<<  <  ج: ص:  >  >>