للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

رفاعة، عن أبيه، عن جده رافع بن خديج؛ قلت للنبي : إنا نلقى العدو غداً وليس معنا مدى … الحديث.

قال: وإدخال البخاري لهذه الرواية في الصحيح لا يقتضي أنها عنده أصح من غيرها مما خالفها، لأنه أدخل رواية: سفيان، وعمر بن عبيد الطنافسي، وشعبة، وأبي عوانة في الصحيح، وإنما أدخل رواية أبي الأحوص - والله أعلم - لأنه لم يحفل بقوله في الإسناد: (عن أبيه)، فإنها زيادة لا تُكرُّ على الحديث بعلة فيه، بخلاف ما لو نقص راوياً من الإسناد، فيصير الإسناد منقطعاً، فإنه علة فيه، وهكذا وقع في رواية الشيخ أبي ذر عن أشياخه، عن الفربري، عن البخاري: بإثبات (عن أبيه) في الإسناد، ووقع في رواية ابن السكن عن الفربري: بإسقاط (عن أبيه)، كأنه طرح الخطأ منه، وأثبت الصواب، وساق عنه الحديث؛ لأنه لم يخطئ في متنه، والله أعلم اهـ.

الخامس: اعتماده في جعل «وسأحدثكم عن ذلك، أما السن فعظم، وأما الظفر فمدى الحبشة»؛ من كلام رافع على رواية شاذة؛ وقعت لبعض الرواة عن أبي بكر بن داسة، وهو عيسى بن حنيف، فزاد فيه: (قال رافع)، رو كتاب أبي داود، عن ابن حنيف: أبو محمد عبد الله بن الوليد، وأبو الحسين أحمد بن عبد الرحمن بن الحضائري، ورواه ابن الحضائري أيضاً، عن محمد بن أحمد بن يزيد القيرواني، وقد رأيت هذه الزيادة في أصل ابن الحضائري ملحقة في الحاشية، ولم تقع أولاً، فلعل هذا الشيخ لقنها، فتلقنها وأثبتها في كتابه، فأخذت عنه. وقد روى كتاب أبي داود عن ابن داسة: أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، وأبو حفص الخولاني، ولم يقل ذلك واحد منهما عن ابن داسة، وكذلك رواه الخطابي في غريب الحديث عن ابن داسة، ولم يقل ذلك، وكذلك الرواة عن أبي داود، ولم يقلها أحد منهم: لا ابن الأعرابي، ولا الرملي، ولا اللؤلؤي، وقد وقفت على نسخة الخولاني؛ التي سمعها على ابن الأعرابي، وابن داسة، فلم ألف هذه الزيادة فيها، وكذلك وقفت على رواية أبي عمر الصدفي عن ابن الأعرابي، في نسخة أبي عمر الباجي عنه، فلم ألفها فيها، وكذلك وقفت على نسخة أبي عمر ابن عبد البر، عن ابن عبد المؤمن، ولم تقع فيها، ولم يذكرها الرملي في رواية ابن الخليل، وحميد بن ثوابة، عنه، وكذلك أيضاً لم تقع للرواة عن مسدد؛ فقد روى هذا الحديث عن مسدد البخاري، كما تقدم، وبكر بن حماد التاهرتي ولم يقل ذاك واحد منهما، بل كما رواه الثقات الأثبات عن أبي داود عن ابن داسة من خلاف رواية ابن حنيف، رواه عن بكر بن حماد: قاسم بن أصبغ، وكذلك رواه الثقات عن أبي الأحوص: هناد بن السري، وأبو بكر بن أبي شيبة، كما رواه مسدد عند البخاري، وعند أبي داود من غير تلك الطريق. ذكره ابن أبي شيبة في مسنده، وذكره عن هناد: النسائي، والترمذي، وكذلك رواه الحفاظ الثقات، الذين سميناهم أولاً عن سعيد بن مسروق، ونتبين بذلك ضعف تلك الزيادة، ووهم راويها، وأحسب أن الذي جر عليهم هذا الوهم: ما وقع في الحديث من

<<  <  ج: ص:  >  >>