وقال ابن أبي حاتم في العلل (٤/ ٥٢٦/ ١٦١٦): «وسألت أبي عن حديث رواه: أبو الأحوص، عن سعيد بن مسروق، عن عباية بن رفاعة، عن أبيه، عن جده رافع بن خديج؛ قال: أتيت النبي ﷺ، فقلت: يا رسول الله، إنا نلقى العدو وليس معنا مدى؟ فقال رسول الله ﷺ: «ما أنهر الدم، وذكر اسم الله عليه فكلوه، ما لم يكن سن أو ظفر، وسأحدثكم عن ذلك: أما السن فعظم، وأما الظفر فمدى الحبشة … »، وذكر الحديث؟ قال أبي: روى هذا الحديث الثوري وغيره، ولم يقولوا فيه: عن أبيه.
قلت: فأيهما أصح؟ قال: الثوري أحفظ».
وقال الدارقطني في الأفراد (٢٠٧٩ - أطرافه): تفرد به أبو الأحوص، عن سعيد بن مسروق، عن عباية، عن أبيه، عن جده، وغيره يرويه عن سعيد، عن عباية، عن جده، لا يذكر أباه.
وقال الدارقطني:«ورواه أبو الأحوص، عن سعيد بن مسروق، عن عباية بن رفاعة، عن أبيه، عن جده. وتابعه عبد الوارث بن سعيد، عن ليث بن أبي سليم، ومبارك بن سعيد بن مسروق، فقالا: عن عباية، عن أبيه، عن جده» [نقله عن الدارقطني: ابن الملقن في التوضيح (١٦/ ٦٠)].
وقال ابن القطان الفاسي في بيان الوهم والإيهام (٢/ ٢٩٠ - ٢٩١): «وهذا الحديث هو عند مسلم من رواية: سفيان الثوري، عن أبيه سعيد بن مسروق، عن عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج، عن رافع بن خديج.
وهكذا رواه عمر بن سعيد، أخو سفيان الثوري، والشك في شيئين: في اتصاله، وفي كون: «أما السن فعظم» من كلام النبي ﷺ.
وذلك أن أبا الأحوص رواه عن سعيد بن مسروق والد سفيان الثوري، عن عباية بن رفاعة بن رافع، عن أبيه، عن جده رافع بن خديج، قال: أتيت رسول الله ﷺ، فقلت: يا رسول الله، إنا نلقى العدو غداً، وليس عندنا مدى، أفنذبح بالمروة وشقة العصا، فقال رسول الله ﷺ:«أَرْنِ، أو أعجل، ما أنهر الدم، وذكر اسم الله عليه فكلوه، ما لم يكن سن أو ظفر»، قال رافع وسأحدثكم عن ذلك، وأما السن فعظم، وأما الظفر فمدى الحبشة، وتقدم سرعان من الناس فتعجلوا، فأصابوا من الغنائم، ورسول الله ﷺ في آخر الناس، … الحديث. ففيه كما ترى زيادة رفاعة بن رافع بين عباية وجده رافع، ولم يكن في حديث مسلم من رواية الثوري وأخيه وهما روياه عن أبيهما، دون ذكر لسماع عباية من جده رافع، إنما جاء معنعناً، محتمل الزيادة لواحد فأكثر، فبين أبو الأحوص عن سعيد، أن بينهما واحداً، وهو رفاعة بن رافع والد عباية، وإن كان الترمذي قد قال: إن عباية سمع من جده رافع بن خديج، فليس في ذلك أنه سمع منه هذا الحديث.
وفيه أن قوله:«أما السن فعظم» من كلام رافع، ولم يكن في رواية الثوري وأخيه أن ذلك من كلام النبي ﷺ، نصاً، فجاء أبو الأحوص بالبيان.