مع النبي ﷺ بذي الحليفة من تهامة، فأصبنا غنماً وإبلاً، فعجل القوم [يعني: قبل القسمة، فأغلوا بها القدور، فجاء رسول الله ﷺ، فأمر بها، فأكفئت، ثم عدل عشراً من الغنم بجزور، ثم إن بعيراً ندَّ، وليس في القوم إلا خيل يسيرة، فرماه رجل بسهم فحبسه، فقال رسول الله ﷺ:«إن لهذه البهائم أوابد كأوابد الوحش، فما غلبكم منها، فاصنعوا به هكذا»، قال: قال جدي [رافع بن خديج]: يا رسول الله، إنا نرجو أو نخاف، أن نلقى العدو غداً، وليس معنا مدى، أفنذبح بالقصب؟ فقال:«أعجل، أو أَرْني، ما أنهر الدم، وذكر اسم الله عليه، فكلوا، ليس السن، والظفر، وسأحدثكم عن ذلك، أما السن: فعظم، وأما الظفر: فمدى الحبشة». لفظ وكيع عن الثوري [عند البخاري (٢٥٠٧)، ومسلم، وأحمد (٤/ ١٤٠)]، وفي بعض ألفاظ الحديث عن الثوري تقديم وتأخير، واختصار، وهذا أتم.
ولفظ يحيى بن سعيد عن الثوري [عند مسلم (١٩٦٨)]: قلت: يا رسول الله، إنا لاقو العدو غداً، وليست معنا مدى، قال ﷺ:«أعجل - أو أرني - ما أنهر الدم، وذكر اسم الله، فكلوا، ليس السن والظفر، وسأحدثك، أما السن: فعظم، وأما الظفر: فمدى الحبشة»، قال: وأصبنا نهب إبل وغنم، فند منها بعير، فرماه رجل بسهم فحبسه، فقال رسول الله ﷺ:«إن لهذه الإبل أوابد كأوابد الوحش، فإذا غلبكم منها شيء؛ فاصنعوا به هكذا».
ولفظ الفريابي عن الثوري [عند أبي عوانة (٨٢١٤)]: قال: قلت: يا رسول الله، نخاف أن نلقى العدو غداً، أو نرجو أن نلقى العدو غداً، وليس معنا مدى، أفنذبح بالقصب؟ فقال:«أعجل، أو أَرْني ما أنهر الدم، وذكر اسم الله، ليس السن والظفر، أما السن: فعظم، وأما الظفر: فمدى الحبش»، وأن بعيراً ند، فرماه رجل بسهم فحبسه، قال رسول الله ﷺ:«إن لهذه البهائم أوابد كأوابد الوحش، فما غلبكم، فاصنعوا به هكذا». زاد عبد الرزاق عن الثوري، في آخره [عند عبد الرزاق (٨٧٤٨)، ومن طريقه: ابن الجارود، والطبراني (٤٣٨٠)]: قال رفاعة [وعند الطبراني: قال رافع. وكلاهما خطأ، والصواب: قال عباية كما سيأتي في بقية الطرق]: ثم إن ناضحاً تردى في بئر بالمدينة، فذُكِّي من قبل شاكلته - يعني: خاصرته -، فأخذ منه عمر عشيراً بدرهم. وفي رواية ابن الجارود: فأخذ منه ابن عمر ﵄، عشيراً بدرهمين [رواه ابن الجارود عن محمد بن يحيى عن عبد الرزاق به]. وكذا في رواية قبيصة عن الثوري [عند البيهقي]، قال في آخره: قال عباية: ثم إن ناضحاً تردى بالمدينة فذبح من قِبَل شاكلته فأخذ منه ابن عمر عشيراً بدرهمين. وقوله في الرواية الأولى: فأخذ منه عمر، وهم؛ إنما هو: ابن عمر، كما سيأتي في بقية الطرق].
وفي رواية يزيد بن هارون عن الثوري [عند أبي عوانة (٨٣٣٦)]: قال: … فأمرهم أن يكفئوها، ثم قسم الغنائم، فقال:«البعير بعشرة من الغنم».