حديث عُرَيف بن درهم الجمال؟ فتمنع به، ثم حدثنا عنه، ثم قال: روي حديثاً منكراً عن جبلة بن سحيم، عن ابن عمر: الجزور والبقرة عن سبعة».
وقال البخاري في التاريخ الكبير (٧/ ٩٣)، والتاريخ الأوسط (٢/ ١٢٦)، والسياق له: «حدثنا عمرو بن على، قال: سمعت يحيى يُسأل عن حديث عُرَيف بن درهم الجمال؟
فتمنع به، ثم حدثنا به، ثم قال: روى حديثاً منكراً عن جبلة بن سحيم، عن ابن عمر: الجزور والبقرة عن سبعة [وفي الكبير: قال: تجزئ الجزور والبقرة عن سبعة]، … ، حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك، عن نافع، عن ابن عمر قال: لا تذبح البقرة والبدنة والشاة إلا عن إنسان واحد، وهذا أصح من ذلك».
وأنكره العقيلي على عُريف بن درهم هذا، واستشهد على نكارته بقول يحيى القطان الذي رواه الفلاس، وقد حكاه أيضاً: ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (١/ ٢٤١) و (٧/٤٤)، ثم سأل أباه عن عريف، فقال: «هو صالح الحديث، لا بأس به، حدثنا أبو نعيم عنه».
وقال ابن حبان في المجروحين (٢/ ١٩٣): «عريف بن درهم الجمال، من أهل البصرة، يروي عن جبلة بن سحيم، روى عنه البصريون: منكر الحديث على قلته، لا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد»، ثم ساق حكاية الفلاس عن يحيى القطان، وقد تعقب الدارقطني ابن حبان في تعليقاته على المجروحين (٢٧٢)، فقال: «قوله: عريف من أهل البصرة؛ خطأ عريف من أهل الكوفة، شيباني».
وقال أبو أحمد الحاكم عن عريف: «ليس بالمتين عندهم». [وانظر: الثالث والثمانون من أفراد الدارقطني (٢٢). أطراف الغرائب والأفراد (٢٩٢٥). إكمال ابن ماكولا (٦/ ١٦٨). تاريخ الإسلام (٣/ ٩٢٧). اللسان (٥/ ٤٣٠). الثقات لابن قطلوبغا (٧/ ١٢١)]
وأما ابن حزم فقد احتج بهذه الرواية [انظر: المحلى (٥/ ١٥٣) و (٧/٤٧)]، وتعلق برواية ضعيفة عن الشعبي في أن ابن عمر تراجع عن قوله الذي رواه عنه نافع، وقد سبق تخريجه في طريق الشعبي عن جابر، والصواب مع جماعة النقاد من أئمة المحدثين حيث اتفقوا على إنكار رواية عريف بن درهم هذه.
• والحاصل: فهو حديث منكر؛ مخالف لما رواه مالك عن نافع عن ابن عمر:
• فقد روى مالك، عن نافع؛ أن عبد الله بن عمر كان يقول: لا تذبح البقرة إلا عن إنسان واحد، ولا تذبح الشاة إلا عن إنسان واحد، ولا تنحر البدنة إلا عن إنسان واحد. لفظ أبي مصعب وابن بكير.
أخرجه مالك في الموطأ (٨٧٤ - رواية القعنبي) (١٣٧٤ - رواية أبي مصعب) (أ/ ٦٢ - موطأ ابن القاسم برواية سحنون) (٢/ ١٢٩٠/ ١٨٠ - رواية ابن بكير) (٦ - رواية علي بن زياد) (٥٣٧ و ٥٨٤ - رواية الحدثاني).
