به المقادير، وجفت به الأقلام، قال: ففيم العمل إذا؟ قال:«كل عامل ميسر لما خلق له»، فقال: الآن حين جد العمل.
ولفظ مرزوق الباهلي [عند المخلص]: عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال سراقة بن مالك: يا رسول الله، حدثنا عن ديننا كأنما استأنفناه الآن، أنعمل فيما جرت به الأقلام وجفت به الكتب، أو نعمل فيما نستأنف؟ قال:«كل ميسر للذي خلق له»، قال سراقة: ما كنت أحق بالاجتهاد مني الآن.
ولفظ ابن أبي ليلى [عند الفريابي (٤٨)، والآجري (٣٣٥)، والطبراني (٦٥٦٦)، وأبي سعيد النقاش (٢٦)، وتمام (١٣٣٣)، بألفاظ متقاربة]: قال: قدم سراقة بن مالك بن جعشم إلى النبي ﷺ، فقال: يا رسول الله، حدثنا عن عمرتنا هذه، لعامنا هذا أم للأبد؟ قال:«بل، للأبد»، قال: يا رسول الله، أخبرنا عن أعمالنا، كأنما خلقنا الساعة، شيء ثبت به الكتاب، وجرت به المقادير؟ أو شيء نستأنفه؟ قال:«لا، بل شيء ثبت به الكتاب، وجرت به المقادير، فقال: يا رسول الله، ففيم العمل؟ قال: «اعملوا، فكل ميسر لما خلق له». وفي رواية:«اعملوا، فكل عامل ميسر».
ولفظ عبد الكريم بن أبي المخارق [عند الطبراني في الأوسط (٣٨٢٥)، وأبي القاسم الحرفي، وابن المحب]: عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال: قام سراقة بن مالك إلى رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله، أرأيت أعمالنا التي نعمل، أمأخوذون بها عند الحافر، خير فخير، وشر فشر، أو شيء قد سبقت به المقادير، وجفت به الأقلام، قال: يا سراقة، قد سبقت به المقادير وجفت به الأقلام»، قال: فعلى ما نعمل يا رسول الله؟ قال:«اعمل يا سراقة، فكل عامل ميسر لما خلق له»، قال سراقة: الآن نجتهد. [وتحرفت الكلمة الأخيرة عند الطبراني، وهي على الصواب في مجمع الزوائد][وقد رواه ابن أبي المخارق بالمعنى، ولم يقم ألفاظه، لقلة ضبطه].
ورواه أبو حنيفة مقتصرا منه على قصة سراقة، رواه عنه: أبو عبد الرحمن المقرئ، وأبو يوسف القاضي، بنحو رواية الجماعة، وزاد فيه محمد بن الحسن الشيباني على أبي حنيفة ما ليس من حديث الجماعة.
ولفظ أبي عبد الرحمن المقرئ عن أبي حنيفة [عند الطبراني (٦٥٦٥)]: أن سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي، قال: يا رسول الله، أخبرنا عن ديننا هذا، كأننا خلقنا له الساعة؟ في أي شيء نعمل؟ أفي شيء تثبت فيه المقادير وجرت فيه الأقلام، أم في أمر مستأنف؟ قال:«بل فيما تثبت فيه الأقلام» [وفي رواية أبي يوسف: «بل لشيء قد جرت به المقادير، وجفت به الأقلام»]، قال سراقة: ففيم العمل يا رسول الله؟ قال رسول الله ﷺ:«اعملوا فكل عامل ميسر لما خلق له»، وقرأ رسول الله ﷺ هذه الآية: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ بِالحُسْنَى (٦) بَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ - فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (٧) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (٨) وَكَذَّبَ بِالحُسْنَى (٩) قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ - فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (١٠)﴾ زاد أبو يوسف في رواية: