بانتقاء زاهر الشحامي (١٧٤٠)، والطحاوي في شرح المشكل (٧/١٨/٢٥٩٩)، وأبو بكر النيسابوري في الزيادات على المزني (٢٣١)، وابن حزم في الإحكام (٤/ ٢٠٦)، والبيهقي (٩/ ٢٩٥)، وابن عبد البر في التمهيد (١٢/ ١٦١)، وأبو نعيم الحداد في جامع الصحيحين (٢/ ٢٦٥/ ١٢٩٨) و (٢/ ٣٣٢/ ١٤٣٥). [التحفة (٢/ ٤٢٨/ ٢٨٤٥)، والإتحاف (٣/ ٤٤٨/ ٣٤٢٦)، والمسند المصنف (٥/ ٣٧٢/ ٢٧١٥)].
قال الطحاوي في شرح المشكل (٧/١٨): «فكان إدخال البقر في البدن في هذا الحديث، إنما هو من قول جابر بغير ذكر منه إياه عن النبي ﷺ».
قلت: لفظ مالك، وعمرو بن الحارث، وأشعث بن سوار: عن أبي الزبير، عن جابر: نحرنا مع رسول الله ﷺ عام الحديبية؛ البدنة عن سبعة، والبقرة عن سبعة.
وليس في هذا السياق ما يدل على أن ذكر البقر كان قياساً من جابر، وإنما يحكي ما وقع في الحديبية من الصحابة بأمر النبي ﷺ لهم في اشتراك السبعة في الهدي، سواء كان من الإبل، أم من البقر، والله أعلم [راجع: طريق أبي الزبير عن جابر، في الحديث الثاني].
وسيأتي ذكر البقر صريحاً بأمر النبي ﷺ إياهم أن يشتركوا فيه في حجة الوداع، فقد جاء في رواية زهير بن معاوية: حدثنا أبو الزبير عن جابر الله، قال: فأمرنا رسول الله ﷺ أن نشترك في الإبل والبقر، كل سبعة منا في بدنة [اخرجه مسلم (١٢١٣)، وسيأتي]، وفي رواية له: فقال لنا رسول الله ﷺ: «اشتركوا في الإبل والبقر، كل سبعة في بدنة».
ورواه أيضاً: عزرة بن ثابت، عن أبي الزبير عن جابر، قال: حججنا مع رسول الله ﷺ، فنحرنا البعير عن سبعة، والبقرة عن سبعة [اخرجه مسلم (٣٥٢/ ١٣١٨)، وسيأتي].
• خالف جماعة الثقات؛ فزاد في الإسناد ما ليس منه: يحيى بن أيوب [الغافقي]، فرواه عن ابن جريج عن عمرو بن دينار، وأبي الزبير عن جابر بن عبد الله، قال: نحرنا مع رسول الله ﷺ البدنة عن سبعة نفر. فقيل لجابر: فالبقرة؟ قال: هي مثلها.
قال: وشهد جابر الحديبية قال: ونحرنا يومئذ سبعين بدنة.
أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (٤/ ١٧٥/ ٦٢١٥)، والطبراني في الأوسط (٣/ ٣١٥٦/ ٢٨٣) و (٨/ ٣١٢/ ٨٧٣٤). [الإتحاف (٣/ ٣٠٤/ ٣٠٦٤)].
قال الطبراني (٣١٥٦): «لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا يحيى».
وقال في الموضع الثاني (٨٧٣٤): «لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج عن عمرو بن دينار؛ إلا يحيى بن أيوب».
قلت: ذكر عمرو بن دينار في إسناد هذا الحديث وهم، أدرجه فيه يحيى بن أيوب الغافقي المصري، وهو: صدوق سيئ الحفظ، يخطئ كثيراً، له غرائب ومناكير يتجنبها أرباب الصحاح، وينتقون من حديثه ما أصاب فيه [انظر في أوهامه فيما تقدم معنا في