وقال البرقاني للدارقطني في علله (٤/ ٤٤٩/ ٩٦) بعد حديث الرجم: «قلت: سمع الشعبي من علي؟ قال الشيخ: سمع منه حرفا، ما سمع غير هذا»، وقال العلائي في جامع التحصيل (٣٢٢): «روى عن علي ﵁، وذلك في صحيح البخاري، وهو لا يكتفى بمجرد إمكان اللقاء» [تاريخ بغداد (١٤/ ١٤٣). المنتظم (٧/ ٩٢). السير (٤/ ٢٩٦). التهذيب (٦/ ٣٤٣ - ط دار البر)].
فإن قيل: إن الشعبي لم يسمع من ابن مسعود [المراسيل (٥٩١ و ٥٩٥). تحفة التحصيل (١٦٤)]، فيقال: مراسيل الشعبي قوية، فقد قال العجلي: «مرسل الشعبي صحيح، لا يكاد يرسل إلا صحيحا»، وقال الآجري لأبي داود: مراسيل الشعبي أحب إليك أو مراسيل إبراهيم؟ قال: مراسيل الشعبي [معرفة الثقات (٢٣٢١). سؤالات الآجري (١/ ٢١٩). تاريخ دمشق (٢٥/ ٣٤٦)]، وقد روي متصلا عن ابن مسعود من وجوه لا تصح.
• وحاصل ما تقدم من حديث جابر، وصح عنه:
• أبو الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال: نحرنا مع رسول الله ﷺ عام الحديبية؛ البدنة عن سبعة، والبقرة عن سبعة.
• سفيان الثوري، عن أبي الزبير عن جابر، قال: نحرنا يوم الحديبية سبعين بدنة، البدنة عن سبعة، فقال رسول الله ﷺ يومئذ: «يشترك النفر في الهدي».
• سليمان بن قيس اليشكري، عن جابر بن عبد الله، قال: نحرنا مع رسول الله ﷺ يوم الحديبية سبعين بدنة، البدنة عن سبعة.
• الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: نحر رسول الله ﷺ عام الحديبية سبعين بدنة، البدنة عن سبعة، وكنا يومئذ ألفا وأربعمائة، ومن لم يضح يومئذ أكثر مما ضحى.
وفي رواية: نحرنا يوم الحديبية سبعين بدنة، كل بدنة عن سبعة، وكان الناس يومئذ ألفا وأربعمائة، وأكثرنا لم يذبح. وفي رواية: وأكثرنا لم ينحر.
• الحديث الثالث عن جابر:
وله طرق عن جابر:
أ - طريق أبي الزبير، عن جابر:
• رواه يحيى بن سعيد القطان، وروح بن عبادة، ومحمد بن بكر البرساني، ومكي بن إبراهيم [وهم ثقات]، وسعيد بن سالم القداح [ليس به بأس]:
عن ابن جريج: أخبرني أبو الزبير؛ أنه سمع جابر بن عبد الله، قال: اشتركنا مع النبي ﷺ في الحج والعمرة، كل سبعة في بدنة. فقال رجل لجابر: أيشترك في البدنة ما يشترك في الجزور؟ قال: ما هي إلا من البدن.
وحضر جابر الحديبية، قال: نحرنا يومئذ سبعين بدنة، اشتركنا كل سبعة في بدنة. لفظ يحيى القطان [عند مسلم].