أحدهما: فيقول: «اللهم هذا عن أمتي ممن شهد لك بالتوحيد، وشهد لك بالبلاغ».
أخرجه وكيع القاضي في أخبار القضاة (٣/٤١).
قلت: وهذا حديث منكر من حديث ابن شبرمة، تفرد به: يحيى بن نصر بن حاجب، وهو: ليس بشيء، روى أحاديث منكرة، وادعى السماع من قوم لم يدركهم [ضعفاء العقيلي (٤/ ٤٣٣). الجرح والتعديل (٩/ ١٩٣). تاريخ بغداد (١٦/ ٢٣٦). تاريخ الإسلام (٥/ ٤٨١). اللسان (٨/ ٤٧٩)].
ورواه محمد بن فضيل [كوفي، ثقة]، عن داود بن أبي هند [بصري، ثقة متقن، من أصحاب الشعبي، عن الشعبي، قال: أدركت أصحاب محمد ﷺ، وهم متوافرون، كانوا يذبحون البقرة والبعير عن سبعة.
أخرجه ابن أبي شيبة عزاه إليه: العيني في نخب الأفكار (١٢/ ٥٤٧)]، ومن طريقه: ابن حزم في المحلى (٦/٤٧).
وهذا موقوف على عدد من الصحابة بإسناد صحيح.
ويؤيد هذه الرواية:
• ما رواه أبان بن يزيد العطار: حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك، قال: كان أصحاب النبي ﷺ ينحرون الجزور عن سبعة.
وهذا موقوف بإسناد صحيح [وتقدم الكلام عليه في طرق حديث قتادة عن جابر].
وما رواه مؤمل بن إسماعيل قال: حدثنا سفيان، عن منصور بن المعتمر، عن ربعي بن حراش [تابعي، مخضرم من الثانية]، قال: كان أصحاب محمد ﷺ و ﵃، يقولون: البقرة عن سبعة.
أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (٤/ ١٧٨/ ٦٢٣٢).
وهذا إسناد لا بأس به في المتابعات [وتقدم الكلام عليه في طرق حديث أبي الزبير عن جابر].
ورواه أبو نعيم [الفضل بن دكين: ثقة ثبت]، قال: ثنا إسرائيل [هو: ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي: ثقة]، عن عيسى بن أبي عزة [كوفي ثقة]، عن عامر [هو: ابن شراحيل الشعبي]، عن علي، وعبد الله، ﵄، قالا: البدنة عن سبعة، والبقرة عن سبعة. أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (٤/ ١٧٥/ ٦٢١٩). [الإتحاف (١١/ ٤٥٧/ ١٤٤٢٣)].
وهذا موقوف على علي بن أبي طالب بإسناد صحيح.
فقد روى البخاري في صحيحه حديثاً في الرجم (٦٨١٢)، يرويه سلمة بن كهيل، قال: سمعت الشعبي يحدث عن علي، وهذه الصيغة عادة ما تستعمل في موضع السماع، واحتجاج البخاري به يدل على أنه يراها سماعاً، يعني أن الشعبي سمع علياً، والله أعلم. وممن جزم بسماع الشعبي من علي بن أبي طالب: الخطيب البغدادي، وابن الجوزي،
