وقتادة إنما يروي من صحيفة سليمان بن قيس اليشكري وجادة بغير سماع، ويأتي الكلام عليها بعد قليل.
وإنما يُعرف هذا من حديث أبي بشر جعفر بن أبي وحشية عن سليمان بن قيس عن جابر؛ لا من حديث قتادة عن سليمان بن قيس عن جابر، وسيأتي.
• وحاصل الاختلاف على قتادة في هذا الحديث:
أنه لا يثبت عنه من حديث جابر بن عبد الله.
وأمثل هذه الطرق في الاختلاف على قتادة:
يحيى بن سعيد القطان، وعلي بن مسهر، كلاهما: عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس، قال: الجزور والبقرة عن سبعة.
وهذا موقوف على أنس بن مالك قوله، بإسناد صحيح.
ابن علية، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة عن سليمان بن يسار، عن عائشة أم المؤمنين، قالت: البقرة والجزور عن سبعة.
وهذا موقوف على عائشة قولها، وفي سنده انقطاع.
عفان بن مسلم، قال: حدثنا أبان: حدثنا قتادة عن أنس بن مالك، قال: كان أصحاب النبي ﷺ ينحرون الجزور عن سبعة.
وهذا موقوف بإسناد صحيح.
أبو هلال الراسبي، قال: ثنا قتادة، عن أنس ﵁، قال: كان أصحاب محمد ﷺ يشترك السبعة في البدنة من الإبل، والبقرة من البقر.
وهذا موقوف بإسناد لا بأس به في المتابعات.
فهو صحيح عن أنس موقوفاً، سواء كان من قوله هو، أو موقوفاً على أصحاب النبي ﷺ من فعلهم، والله أعلم.
ج - طريق سليمان بن قيس اليشكري، عن جابر:
• رواه أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري [ثقة ثبت] [وعنه: عفان بن مسلم، وأبو الوليد الطيالسي وأبو كامل فضيل بن حسين الجحدري، وأبو داود الطيالسي، ولوين محمد بن سليمان المصيصي، وهم ثقات]، ومجاعة بن الزبير [ضعيف]، قالا:
حدثنا أبو بشر [جعفر بن إياس اليشكري]: أخبرنا سليمان بن قيس [اليشكري]، عن جابر بن عبد الله، قال: نحرنا مع رسول الله ﷺ يوم الحديبية سبعين بدنة، البدنة عن سبعة. لفظ أبي عوانة [عند أحمد وابن سعد، ولوين، وعبد بن حميد، وغيرهم]، ومجاعة [عند ابن قانع].
ولفظ أبي عوانة [عند الطيالسي]: نحرنا مع رسول الله ﷺ يوم الحديبية سبعين بقرة أو سبعين بدنة، البقرة عن سبعة.
أخرجه أحمد (٣/ ٣٥٣ و ٣٦٤)، والطيالسي (٣/ ٣٤١/ ١٩٠٤)، وابن سعد في