سليمان بن طرخان التيمي، وهو تابعي ثقة، لكنه ليس من أصحاب قتادة الحفاظ، وأحياناً
ينفرد عنه بما لا يتابع عليه، وفي بعض حديثه عنه اضطراب [شرح علل الترمذي (٢/ ٦٩٩ و ٧٨٨). التهذيب (٢/ ٩٩)].
• وممن وهم في رفعه عن أنس:
ما رواه محمد بن شعيب بن شابور [دمشقي ثقة]، ويحيى بن سعيد العطار [الشامي: ضعيف، روى أحاديث منكرة. الجرح والتعديل (٩/ ١٥٢). الكامل (٧/ ١٩٣). الميزان (٤/ ٣٧٩). التهذيب (٤/ ٣٥٩)]:
عن معاوية بن يحيى الصدفي، عن الزهري، عن أنس بن مالك، قال: رأيت رسول الله ﷺ عام الحديبية يشرك بين السبعة من أصحابه في البدنة.
أخرجه الطبراني في الأوسط (٦/ ١٣٨/ ٦٠٢٤). وابن عدي في الكامل (٨/ ١٣٩).
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا معاوية بن يحيى، تفرد به يحيى بن سعيد العطار». قلت: تابعه محمد بن شعيب بن شابور، وهو: ثقة.
وقال ابن عدي: «يرويه معاوية عن الزهري». يعني: لا يُعرف إلا به.
قلت: هذا حديث باطل؛ تفرد به عن الزهري: معاوية بن يحيى الصدفي، وهو: ضعيف.
قال الدارقطني في العلل (١٢/ ١٩٥/ ٢٦١٠) لما سئل عن هذا الحديث: «يرويه معاوية بن يحيى الصدفي، عن الزهري، عن أنس، ووهم.
وإنما يروي هذا الزهري، عن عروة، عن المسور بن مخرمة، ويروى من حديث الحديبية، وهو الصواب».
• ورواه أحمد بن سعيد الدارمي [ثقة ثبت حافظ]، ثنا النضر بن شميل [ثقة ثبت]، قال: ثنا شعبة، عن قتادة عن سليمان بن قيس اليشكري، عن جابر بن عبد الله، قال: نحر أصحاب رسول الله ﷺ يوم الحديبية سبعين بدنة، البدنة عن سبعة.
أخرجه أبو عثمان البحيري في الثاني من فوائده (٢٢)، وفي السابع من فوائده (١٢٢).
قال الدارمي عقبه: «قال لي أحمد بن حنبل: كتبته عن النضر؟ قلت: نعم.
قال: لم يصححه أحد من العراقيين، وقال بعضهم: مرسل.
قال الدارمي: ذهبت فألقيته على يحيى بن معين، فقال: بلى، قد رواه غير واحد. فقلت له: اذهب فقل له: فليخرجه. فذهب فلم يخرجه».
قلت: هذا حديث غريب جداً، لا يُعرف من حديث شعبة، ولا من حديث النضر، ولا من حديث أحمد بن سعيد الدارمي؛ إلا من هذا الوجه، ولا أراه محفوظاً، فإن شيخ أبي عثمان البحيري: مجهول، وهو: أبو علي الحسن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص النيسابوري الحيري [انظر: الروض الباسم (١/ ٤٠٤/ ٢٧٧)]، ولم أعثر على هذه القصة عند أحد ممن ينقل أقوال الأئمة في الأحاديث المعلولة.
