للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

هذا، فَمُحال ممتنع من أن يكون يُهدي عمن اعتمر معه بقرة واحدة، ويهدي عن الواجب على عائشة عندكم بقرة واحدة، يفردها بها! هذا ما لا يظنه مسلم! فصح أن تلك البقرة هي من جملة البقر التي ضحى بها عن نسائه، وساوى بينهن في ذلك، وهذا ما لا إشكال فيه، وبالله تعالى التوفيق».

قلت: أما كلامه الأخير في عدل النبي بين نسائه فيما أهدى عنهن بالبقر، وأنه قد أهدى عن كل واحدة بقرة، فهذا قد أصاب فيه، وسبق تقريره، فليراجع.

وأما بقية ما قرره فقد قلب فيه الموازين، أما الاختلاف بين محمد بن بكر البرساني وبين يحيى بن سعيد الأموي، فليس الأمر كما زعم، فقد رواه جماعة من الثقات المتقنين؛ يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وروح بن عبادة، وأبو عاصم الضحاك بن مخلد، ومحمد بن بكر البرساني، فقالوا جميعاً: عن عائشة بقرة، وانفرد يحيى بن سعيد الأموي وحده، فقال: عن نسائه بقرة، فقول من هو الصواب؟ قول الحفاظ المتقنين وقد تتابعوا؟ أم قول الواحد الذي خالفهم، وهو ممن يغرب ويهم ويتفرد بما لا يتابع عليه؟

وأما دعواه: أن عائشة هي التي قالت: إنه لم يكن في ذلك هدي؛ فدعوى مردودة، وسبق بيانها والرد عليها، وأن القائل: إما هشام بن عروة، أو أبوه عروة، وقد خفي عليهما في حقيقة الأمر ما اطلع عليه القاسم بن محمد وعمرة بنت عبد الرحمن، فيما روياه عن عائشة في إهداء النبي عن نسائه البقر، ومنهن عائشة، وقد اطلع على ذلك أيضاً: جابر بن عبد الله فيما حكاه في هذا الحديث.

وأما ما روي عنها بأنها بقرة واحدة؛ فلا يثبت، وقد سبق بيانه، وأما حديث أبي هريرة فهو حديث ضعيف مردود.

وأما دعوى أن البقر الذي ذبحه النبي عن نسائه في حجة الوداع كان أضحية، فهي دعوى مردودة، لقيام الدليل على كونه كان هدياً عمن تمتع من نسائه ومن قرن منهن، وإنما هو تصرف من الرواة في العبارة، فمنهم من قال: ذبح، ومنهم من قال: نحر، ومنهم من قال: ضحى، ومنهم من قال: أهدى، وهذا هو الموافق للواقعة؛ أنه كان هدياً، وهو حديث واحد اتفق مخرجه وواقعة واحدة، وسبق بيان ذلك في موضعه، ونقل كلام الأئمة عليه.

٢ - عن جابر بن عبد الله:

وله طرق عن جابر:

أ - طريق أبي الزبير عن جابر:

• رواه مالك، عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال: نحرنا مع رسول الله عام الحديبية؛ البدنة عن سبعة، والبقرة عن سبعة.

أخرجه مالك في الموطأ (١/ ٦٢٤/ ١٣٩٥ - رواية يحيى الليثي) (٨٨٠ - رواية القعنبي) (١٣٧٣ و ٢١٢٩ - رواية أبي مصعب) (١٠٦ - رواية ابن القاسم بتلخيص القابسي)

<<  <  ج: ص:  >  >>