للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فيه، لكن امتناعه من التحديث عنه كاف في الدلالة على ضعفه عنده؛ وأما أحمد فقد تبين أمره وصرح فيه بالضعف الشديد، فقد سأله الفضل بن زياد القطّان، فقال: سألت أبا عبد الله عن أبي هارون البكّاء، فقال: «ليس بثقة، ولا أمين، ولا كرامة»، قيل له: من هذا يا أبا عبد الله؟ قال: «رجل كان ههنا، صديقاً للهيثم بن خارجة، يدعي عن عبد الله بن لهيعة، وليث بن سعد، وبكر بن مضر»، ولا أحسب أحمد حمل عليه هذا الحمل الشديد لأجل القدح في عدالته؛ حيث إنه فسر جرحه له بأنه يأتي عن ابن لهيعة والليث وبكر بما لا يُعرف عنهم ولا يُتابع عليه، والله أعلم [سؤالات البرذعي (٢/ ٤٧٣). الجرح والتعديل (٨/ ١٦٠). علل ابن أبي حاتم (٢٥٩٤). تاريخ بغداد (١٥/٢٤). التدوين في أخبار قزوين (٤/ ١٣٢). تاريخ الإسلام (٥/ ٧٠٨). الميزان (٤/ ٢٢٠). اللسان (٨/ ٢١٨)].

وقد أنكر أبو حاتم في العلل عدة أحاديث تفرد بها أبو هارون البكاء عن ابن لهيعة، العهدة فيها عليه. انظر: العلل (٩٦٠ و ١١٥٧ و ١٤٤١ و ١٦١١ و ١٧٢٠ و ١٩٤٨ و ١٩٤٩ و ٢٣٥١)، وهذا الإنكار يتفق مع ما ذهب إليه أحمد، لكونه يتفرد عن ابن لهيعة بما لا يتابع عليه، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

ب - وروى بحر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة ، أن النبي نحر في حجة الوداع عن نسائه البقر، قالت عائشة : فأتيت بنصيبي.

أخرجه محمد بن مخلد العطار الدوري في حديثه (٧٩ - منتقى).

وهذا حديث منكر؛ تفرد به عن الزهري: بحر بن كنيز السقاء، وهو: متروك.

• وحاصل ما تقدم:

فإن حديث الزهري، عن عمرة، عن عائشة، قالت: ما ذُبح عن آل محمد في حجة الوداع إلا بقرة. حديث لا يثبت؛ حيث إن الزهري لم يسمعه من عمرة.

وقد ثبت عن عمرة، عن عائشة ؛ أنها قالت: دخل علينا يوم النحر بلحم بقر، فقلت: ما هذا؟ فقيل: ذبح رسول الله عن أزواجه [البقر]. هكذا بلفظ الجمع؛ لا الإفراد.

وقد أخرجه الشيخان أيضاً من حديث: عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة ، قالت: ضحى رسول الله عن نسائه بالبقر.

وفي رواية: قالت: فأتينا بلحم بقر، فقلت: ما هذا؟ قالوا: هذا رسول الله ذبح عن نسائه البقر.

وفي رواية: أهدى رسول الله عن نسائه البقر.

وفي رواية: فلما كان يوم النحر ذبح النبي عن نسائه البقر.

• وممن تكلم في حديث الزهري، ولم يسبق نقله فيما تقدم:

قال القاضي إسماعيل: «وأما رواية يونس، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة: أنه نحر عن أزواجه بقرة واحدة، فإن يونس انفرد به وحده، وخالفه مالك فأرسله» [التوضيح لابن الملقن (١٢/ ٧١)].

وقال بكر بن العلاء القشيري المالكي في أحكام القرآن (١/ ١٧٠ - ١٧١):

<<  <  ج: ص:  >  >>