للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وطهرت، فطفت بالبيت وسعيت، ثم رجعت إلى النبي بمنى، فلما نفرنا، أرسلني مع أخي عبد الرحمن بن أبي بكر من المحصَّب، فقال: «أردف أختك، فأعمرها من التنعيم»، فأردفني، فأهللت من التنعيم، فطفت بالبيت، ثم رجعت إليه فصدرنا.

ولفظ ابن إسحاق [عند أحمد (٦/ ٢٧٣)]: خرج رسول الله إلى الحج لخمس ليال بقين من ذي القعدة، ولا يذكر الناس إلا الحج؛ حتى إذا كان بسرف وقد ساق رسول الله معه الهدي، وأشراف من أشراف الناس، أمر الناس أن يحلوا بعمرة إلا من ساق الهدي، وحضت ذلك اليوم، فدخل عليَّ وأنا أبكي، فقال: «ما لك يا عائشة؟ لعلك نفست!»، قالت: قلت: نعم، والله لوددت أني لم أخرج معكم عامي هذا في هذا السفر، قال: «لا تفعلي، لا تقولي ذلك، فإنك تقضين كلما يقضى الحاج؛ إلا أنك لا تطوفين بالبيت»، قالت: فمضيتُ على حجتي، ودخل رسول الله مكة، فحل كل من كان لا هدي معه، وحل نساؤه بعمرة.

فلما كان يوم النحر، أتيت بلحم بقر كثير، فطرح في بيتي، فقلت: ما هذا؟ قالوا: ذبح رسول الله عن نسائه البقر.

حتى إذا كانت ليلة الحصبة؛ بعثني رسول الله مع أخي عبد الرحمن بن أبي بكر، فأعمرني من التنعيم، مكان عمرتي التي فاتتني.

قال أبي [يعني: الإمام أحمد]: وحدثنا يعقوب في موضع آخر في الحج وأمر رسول الله نساءه فحللن بعمرة، وأمر رسول الله الناس أن يحل من لم يكن معه هدي، وأمر من كان معه هدي من أشراف الناس أن يثبت على حرمه.

ولفظ عبد الله بن عمر العمري [عند عبد الرزاق]: خرجنا مع رسول الله حتى إذا كنا بسرف أو قريباً منه حضت، ولا نرى إلا الحج، فدخل علي رسول الله وأنا أبكي، فقال: «ما لك، أحضتِ؟»، قلت: نعم، فقال: «إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم، اقض ما يقضي الحاج، غير ألا تطوفي بالبيت قالت: وضحى عن نسائه بالبقر.

ولفظ الطائفي [عند الطحاوي في أحكام القرآن (١٢٧٠)]: أقبل رسول الله للحج، فحضت بسرف، فرآني رسول الله أبكي، فقال: ما شأنك؟»، قلت: حضت، قال: «إن الله ﷿ جعل ذلك على بنات آدم»، فلما دخل رسول الله مكة، قال: «اجعليها عمرة، فإني لولا هديي حللت»، وأمرهم فحلُّوا، وكان منهم رجال ذوو يسارة، وكان معهم الهدي، فلم يحلوا.

ونحر رسول الله عن نسائه بقرة.

وطهرت يوم النحر، فلما أصدر أمر عبد الرحمن بن أبي بكر، فأردفني على جمله، فذهب بي إلى التنعيم، فاعتمرت ليلة الحصبة، وخرج النبي ليلة الحصبة. [قلت: وهم فيه الطائفي في موضعين: الأول: حين قال: «اجعليها عمرة، فإني لولا هديي حللت»، والصواب أنه لما قدم مكة، قال لأصحابه: اجعلوها عمرة، فحل الناس إلا من كان

<<  <  ج: ص:  >  >>