الزهري، عن عمرة، عن عائشة؛ أن النبي ﷺ ضحى عمن حج معه من أهل بيته من بني هاشم ببقرة. قال أبو أيوب: قلت لبقية: كم كانوا؟ قال: عدد كثير. لفظه عند ابن عبد البر. ولفظ الطبراني: ضحى رسول الله ﷺ عمن حج من أهل بيته ببقرة.
أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (٣/ ٦٩/ ١٨١٩)، وابن عبد البر في التمهيد (١٢/ ١٣٤) (٧/ ٥٠٠ - ط الفرقان)، بإسناد صحيح إلى سليمان بن سلمة.
قلت: وهذا حديث باطل بهذا الإسناد؛ تفرد به عن بقية بن الوليد دون بقية أصحابه على كثرتهم: سليمان بن سلمة الخبائري، وهو متروك، واتهم [اللسان (٤/ ١٥٥)]، ولا يُعرف هذا من حديث الزبيدي.
• وروه عبد الملك بن محمد الصنعاني، عن الأوزاعي، عن الزهري، قال: حدثني عروة، عن عائشة قالت: ذبح رسول الله ﷺ عمن اعتمر من نسائه بقرة. لفظ ابن عبد البر.
ولفظ ابن عساكر: ذبح رسول الله ﷺ عمن تمتع من نسائه بقرة.
أخرجه ابن عبد البر في التمهيد (١٢/ ١٣٥) (٧/ ٥٠١ - ط الفرقان)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٦/ ٥٦).
• تنبيه: انقلب اسم راويه عند ابن عساكر، حيث قال الراوي: محمد بن عبد الملك، فتعقبه ابن عساكر بقوله: «كذا قال! وإنما هو عبد الملك بن محمد».
قلت: وهذا منكر من حديث الأوزاعي، وعبد الملك بن محمد الصنعاني، صنعاء دمشق: ضعيف، قال فيه ابن حبان في المجروحين (٢/ ١٣٦): «كان ممن يجيب في كل ما يُسأل حتى تفرد عن الثقات بالموضوعات، لا يجوز الاحتجاج بروايته» [التهذيب (٢/ ٦٢٥). علل الدارقطني (١٥/ ٦٤/ ٣٨٣٧). الخلافيات (٢/ ١٨٩ و ١٩١)].
قال ابن عبد البر: «هكذا حدث عبد الملك بن محمد الصنعاني، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة. وغيره يقول: عن الزهري، عن عمرة، عن عائشة»، ثم قال: «وعند الأوزاعي في هذا حديث آخر»، يعني: حديثه عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وسيأتي برقم (١٧٥١).
• ورواه ابن أخي الزهري [محمد بن عبد الله بن مسلم بن عبيد الله: صدوق، من الطبقة الثالثة من أصحاب الزهري، وقد كان سيئ الحفظ، تفرد عن عمه بأحاديث لم يتابع عليها. التهذيب (٣/ ٦١٦). شرح علل الترمذي (٢/ ٦٧٦)]، عن عمه، قال: حدثني من لا أتهم، عن عمرة، عن عائشة قالت: ذبح رسول الله ﷺ عمن حج من أهله في حجة الوداع بقرة واحدة.
علقه ابن عبد البر في التمهيد (١٢/ ١٣٣).
• وخالفهم جميعاً فأرسله، ولم يذكر أحداً فوق ابن شهاب: مالك بن أنس [رأس المتقنين، وكبير المتثبتين، وأثبت أصحاب الزهري]، عن ابن شهاب؛ أنه قال: ما نحر رسول الله ﷺ عنه وعن أهل بيته إلا بدنة واحدة، أو بقرة واحدة. قال مالك: لا أدري
