ثنا الدراوردي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر: أن النبي ﷺ أهدى جملاً. أخرجه ابن خلاد النصيبي في الأول من فوائده (ق ٢١٤/ أ).
وهذا حديث غريب جداً من حديث الدراوردي، ثم من حديث مشكدانة، تفرد به: الكرابيسي هذا، وهو: مجهول.
قلت: عبد العزيز بن محمد الدراوردي: صدوق؛ وقد كان يهم إذا حدث من حفظه، وكان يحدث من كتب الناس فيخطئ، وحديثه عن عبيد الله بن عمر: منكر، قال النسائي: «الدراوردي: ليس به بأس، حديثه عن عبيد الله بن عمر: منكر»، وقال أحمد: «أحاديثه عن عبيد الله بن عمر تشبه أحاديث عبد الله بن عمر»، وقال أبو داود: «روى عبد العزيز عن عبيد الله أحاديث مناكير» [شرح علل الترمذي (٢/ ٨١٠). التهذيب (٢/ ٥٩٣)، وفيه قول أحمد: «وربما قلب حديث عبد الله بن عمر، يرويها عن عبيد الله بن عمر»].
وإنما يُعرف هذا من فعل ابن عمر، موقوفاً عليه؛ بل من فعل عمر بن عبد العزيز مقطوعاً عليه.
* فقد روى أيوب السختياني [وعنه: معمر بن راشد]، وليث بن أبي سليم [ضعيف؛ لاختلاطه وعدم تميز حديثه]:
عن نافع، قال: أهدى ابن عمر بعيراً. ولفظ ليث: أنه أهدى جملاً.
أخرجه ابن أبي شيبة (٨/ ١٧٥/ ١٤٣٥٦ - ط الشثري)، وابن معين في الثاني من حديثه (١٥٠).
وهذا موقوف على ابن عمر بإسناد لا بأس به، وفي النفس منه شيء.
* ورواه يحيى بن سعيد القطان ثقة حافظ، إمام حجة، عن عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي، عن مولى لابن عمر: أن ابن عمر أهدى بختية.
أخرجه ابن أبي شيبة (٨/ ١٧٤/ ١٤٣٥٢ - ط الشثري).
في إسناده مبهم، وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي: ثقة، له أوهام، قال يحيى بن معين: «كان عبد الملك بن أبي سليمان فيه شيء، مقطع يوصله، وموصل يقطعه»
[الضعفاء الكبير (٣/٣٢). وانظر: العلل ومعرفة الرجال (٣/ ٢١٩/ ٤٩٤٩). التهذيب (٢/ ٦١٣). الميزان (٢/ ٦٥٦)].
* ورواه إسماعيل بن إبراهيم [ابن علية: ثقة ثبت إليه المنتهى في التثبت بالبصرة، وهو من أثبت الناس في أيوب]، عن أيوب، عن نافع، قال: ما رأيت أحداً أهدى جملاً إلا عمر بن عبد العزيز، فإنه أهدى بختياً.
أخرجه ابن أبي شيبة (٨/ ١٧١/ ١٤٣٤٩ - ط الشثري).
قلت: وهذا أشبه من سابقه، وهو مقطوع على عمر بن عبد العزيز بإسناد صحيح.
* ويؤيده: ما رواه مالك، عن يحيى بن سعيد الأنصاري: أن عمر بن عبد العزيز أهدى جملاً في حج أو عمرة.